د. محمد أبو بكر: نتنياهو لحكّام عرب: إذا أردتم الحفاظ على وجودكم ومصالحكم فعليكم التزام الصمت، وإلّا ستندمون !
فجر اليوم //
د. محمد أبو بكر
رغم ما يجري في غزّة من جرائم وإبادة جماعية، فلا يسعني هنا غير توجيه الشكر لدولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يطالب الحكّام العرب بالصمت، وإلا سيندمون .
أرجو من السيد نتنياهو أن يتحمّل شقاوتي قليلا، وآسف إذا كنت سأسبب الإزعاج له، وهو يعيش ظروفا قاسية، ربما تعيده إلى البيت أو السجن قريبا، معلش بيبي، فالحكّام العرب صامتون، لا بل والغالبية منهم متواطئون معك، ولا تحمّلهم أكثر مما يحتملون، عليك أن تكون رقيقا ولطيفا معهم، ويكفي أن أحد هؤلاء طلب من سفارة بلاده في تل أبيب القيام بإرسال حوالات مالية لسكّان مستوطنات غلاف غزة.
ماذا تريد أكثر من ذلك يابيبي ؟ علاقات كيانك مع أنظمة عربية سمن على عسل، وهذه الأنظمة تشعر بانزعاج كبير وتعيش حالة من التوتر لأنك فشلت حتى هذه اللحظة في القضاء على المقاومة في غزة، فهل عرفت لماذا يابيبي يشعرون بالتوتر
هذه الأنظمة تعتقد بأنّ انتصار المقاومة سيكون وبالا عليها، وقد يأتيها الدور في الإنتقام، ليس من قبل المقاومة، بل من شعوبها، التي تنتظر الساعة التي تعلن فيها المقاومة الإنتصار ونيل حريتها.
سيّد نتنياهو.. بفضل جهودكم عبر سنوات عديدة، ومن خلال (المماسك) على بعض الحكّام، هاهم قد تحوّلوا من مرحلة التخاذل والصمت إلى مرحلة التواطؤ معكم، ما ذا تريد أكثر من ذلك، إنهم متواطئون معك يارجل، غالبيتهم يرغبون بتقديم أي خدمة تطلبها، حتى لو طلبت جيوشا من دولهم فسوف يلبّون الطلب حالا، فالمعركة واحدة، والهدف واحد والمصير واحد، فأنت وهم ترغبون في القضاء على المقاومة وبأسرع وقت، ودفن القضية الفلسطينية التي باتت تزعجهم كثيرا .
ألم توجّه حديثا لأصدقائك العرب حيث جاء فيه ..( أقول لأصدقائنا العرب، إذا لم تنتصر إسرائيل في هذه الحرب، فدوركم قادم ) . اطمئن نتنياهو، قلوب حكّام الردّة والتطبيع معك، هم يدركون ذلك ويعلمونه، ويعرفون جيدا بأنّ وجودهم في الحكم بات مرتبطا بانتصار المقاومة، وهذه المقاومة سوف تنتصر، وحينها سوف تتزلزل الأرض من تحت أقدامهم، وسنشهد سقوط أنظمة باعت نفسها للشيطان، فخانت وتآمرت وتخاذلت وتواطأت .
ولكن ؛ أجزم بأنّ وجودك يابيبي في الحكم لن يدوم طويلا، ربما بضعة أسابيع فقط، فأنت لم تكن تتوقّع هذه المقاومة الباسلة من الفلسطينيين في القطاع، ولذلك صببت جام غضبك على النساء والأطفال، وهدمت المنازل فوق رؤوس ساكنيها، ودمّرت المساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات، كلّ ذلك لا يهمّ أبدا، لقد اعتدنا على ذلك، ولكنها النهاية والبداية ..
نهاية كابوس الإحتلال والأنظمة المنبطحة، وبداية التحرير والعودة إلى الأرض الأقدس على وجه الأرض .
نتنياهو .. أمانة في رقبتك تسلّم على حبايبك من بعض حكّام العرب، لازم توقف معهم في هذه المحنة، فهم ينتظرون السقوط، أو الهروب عبر طائرة مروحية، بعد أن تجرّعوا مرارة الذلّ والخزي والعار !
كاتب فلسطيني