فجر اليوم //
أجزم بأنّ هناك أنظمة عربية تتواصل بصورة مستمرّة مع بنيامين نتنياهو ، مستعجلة إيّاه بضرورة القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزّة، لأنّ حدوث ذلك سيجعلها تتنفّس الصعداء ، فهي تخشى إطالة أمد الحرب الصهيونية على غزّة ، خوفا من ثورات محتملة لشعوبها ، التي تشعر بخذلان وتواطؤ بعض هذه الأنظمة، لا بل ودعمها لحكومة اليمين الصهيوني في كيان الإحتلال .
يجري حاكم عربي اتّصالا هاتفيا مع رئيس حكومة الإحتلال، الغضب واضح في صوت الحاكم، الذي يتوسّل لنتنياهو بضرورة الخلاص من حماس في أسرع وقت ، والحاكم في البداية يطلب من نتنياهو إيصال التحية والسلام لزوجته سارة ، يطمئن عليها الحاكم، ويدعو لها بطول العمر والصحة والسعادة في ظلّ زوجها بنيامين.
الحاكم العربي يقول في اتّصاله.. حبيبنا بيبي، عن جد تعبنا من هذه الحرب، لقد طالت بصورة لم نكن نتوقعها، اعتقدنا بأنّ جيشكم سيقضي على حماس في غضون أيام قليلة، وما نراه اليوم عكس ذلك ، فالمقاومة ما زالت قويّة ، وحين أشاهد أحد فيديوهات القسّام، أرتعد خوفا ورعبا، دخيلك بيبي، أرجوك، أبوس إيدك، خلّصنا من حماس.
نتنياهو يطمئن الحاكم، وينقل إليه تحيات سارة والعائلة، ويبلغه بأنّ سارة مشتاقة جدا لزيارة بلده العربي، والحاكم هنا يشعر بسعادة ، وصلت إلى حد الإنبطاح على الظهر، المهم أن نتنياهو راض عنه وعن موقفه من الحرب في غزة، فالحاكم معروف بمواقفه الإنبطاحية .
نتنياهو يبلغ الحاكم؛ بأنّ جيشه مستمر في الحرب حتى القضاء على المقاومة، فهذا بات مطلبا للعديد من أنظمة العرب، فنصر المقاومة سيعني فناء هذه الأنظمة تحت وطأة ثورات الشعوب، ولذلك يفعل نتنياهو ما بوسعه ، وبدعم عربان الردّة، حتى يقدّم أي نصر حتى لو كان وهميا .
الحاكم العربي غير مطمئن من خلال الإتصال السابق ، يشعر بالقلق والخشية مما هو قادم ، ويتساءل .. ماذا لو انتصرت حماس والمقاومة؟ ماذا لو فشل مخطط التهجير للفلسطينيين؟ وأسئلة عديدة تدور في رأس هذا الحاكم ، الذي يقضّ مضجعه كل ليلة تلك البطولات التي تسطّرها المقاومة .
عربان الردّة يتمنون هزيمة المقاومة ، التي أعاقت مسيرتهم التطبيعية والإنهزامية، هذه المقاومة التي ستقول كلمتها في النهاية ، هم يدركون بأنّ شعوبهم بدأت تتململ ، تحرّكات قد تقود لثورات وهيجان شعبي ، قد يأكل الأخضر واليابس ، فالشعوب لن تسكت عن تلك المواقف المخزية والمهينة لهؤلاء العربان.
قد يتمكّن جيش الإحتلال من تدمير كلّ بيوت ومدارس ومستشفيات غزة، وقد يقتل أضعاف الأرقام الحالية، غير أن ما يجري اليوم ما هو إلّا الخطوة الأولى نحو التحرير لفلسطين.. كل فلسطين، وتحرير بعض الشعوب العربية من أنظمة باعت نفسها للشيطان الأمريكي والصهيوني، وما زالت تمارس نفس العهر، وتغوص في وحل الخيانة والتآمر والتواطؤ مع المحتل النازي لأرض فلسطين .
كاتب فلسطيني