د. فضل الصباحي: البحر الأحمر يشهد أخطر معركة في تاريخ البحار.. اليمن في مواجهة أمريكا وإسرائيل وحلفائهم
فجر اليوم //
اليمن: تتحدى العالم نصرة لفلسطين، ومن أجل دماء قرابة 100 آلف فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود، نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة التي يعيش أهلها ما هو أكبر من الوجع والألم والحزن، وذلك بعد رحيل أحبائهم اصبحت أرواحهم معلقة بين السماء والأرض، جميعهم شهداء وهم لايزالون يمشون على الأرض.
صنعاء عاصمة اليمن: تستعد لمواجهة 12 دولة على البحر الأحمر وباب المندب إما أن يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة أو يعود اسم البحر الأحمر كما كان قديماً (بحر اليمن) وهذه المعركة إذا حدثت ستكون أخطر معركة بحرية في التاريخ.
البحرية الأمريكية تدق طبول الحرب في البحر الأحمر بعد قتلها عشرة من البحرية اليمنية ورئيس سلطة صنعاء مهدي المشاط يتعهد بالانتقام المزلزل من أمريكا ويقول بأنها ستواجه 40 مليون يمني مستعدين للقتال في حال قررت أمريكا التصعيد، وأي مواجهة عسكرية في البحر الأحمر ستكون كارثية على الملاحة الدولية والمنطقة والعالم.
أمريكا وبريطانيا ومعهم 12 دولة يحشدون السفن الحربية والغواصات المحملة بالرؤوس النووية وحاملات الطائرات والصواريخ البالستية، استعدادً لحرب طاحنة مع حكومة “صنعاء” التي أوقفت حركت السفن المتوجهة إلى إسرائيل مناصرة لأبناء “غزة” هذا الفعل القوي تسبب في خسائر كبيرة على الاقتصاد الإسرائيلي وأربك الاقتصاد العالمي.
البحر الأحمر: كما وصفه بريجنسكي: “بأنه القوس الذي يضم الشرق الأوسط والقرن الأفريقي ومنطقة المحيط الهندي وله اهمية إستراتيجية كبيرة فيما يخص الأمن القومي (العربي، والأفريقي، والعالمي) سواء من الناحية العسكرية أو الاقتصادية أو الأمنية، فهو يمثل قناة الوصل بين البحار والمحيطات المفتوحة”.
اليمن: أكثر الدول إطلاله على البحر الأحمر والشواطئ اليمنية يبلغ طولها قرابة 3000 ألف كيلوا والجيش اليمني لا يحتاجون إلى سفن حربية ولا غواصات في حال حدثت المواجهة المفتوحة يستطيع اليمنيون السيطرة على البحر بالأسلحة التي يمتلكانها.
اليمن: ممثله بحكومة صنعاء هي الدولة الوحيدة التي قررت المخاطرة والوقوف مع الشعب الفلسطيني بكل إمكانياتها العسكرية والسياسية والشعبية، وصنعاء بهذا الموقف التاريخي المحفوف بالمخاطر استطاعت لفتت أنظار العالم إلى خطوط التجارة العالمية وربطت ذلك بقضية فلسطين، حتى يستيقظ الضمير الإنساني ويعرف العالم بأن الشعب الفلسطيني يتعرض للإبادة الجماعية والتطهير العرقي بكل وحشية.
هذا الموقف الجريء من حكومة صنعاء قد يكلف اليمن الكثير خاصة وأمريكا وبريطانيا تريدان توريط صنعاء مع العالم وأنها تشكل خطرا على الملاحة الدولية، بينما حكومة صنعاء تقول بأنها لا تستهدف سوا السفن المتجهة إلى إسرائيل فقط.
لا شك بأن أمريكا تدرك عواقب وصعوبة المواجهة العسكرية مع صنعاء سواءً في البر أو البحر والتاريخ القريب شاهداً على ذلك خاصةً بعد هزيمة قوات البلاك ووتر والجنجويد في اليمن، ونذكر ماقاله أحد الجنرالات المؤسسين لشركة “بلاك ووتر” عن الجيش اليمني “من يستهين بقوة وتكتيك هذا الجيش لم يعرف الحروب ولا تكتيكاتها العسكرية وأنه فعلا سيلاقي حتفه في أول معركة يشارك فيها، إنهم مقاتلين لايعرفون الخوف، والألم لقد واجهنا جيشاً يفوقنا في الخبرة والمهارات القتالية العالية، لو حصل هؤلاء على الغطاء الجوي أنا على ثقة بأنهم سوف يصنعون المعجزات، ولن يقف أي جيش أمامهم، لقد لقنونا دروسا قاسية، لن ننساها، وستظل في ذاكرتنا، ما حيينا، وذلك ما جعلنا نطلب المغادرة من اليمن حفاظاً على من تبقى منا”.
الخلاصة:
ما يثير القلق هو التصريح الأمريكي الملغوم بأن الدول المشاركة في حماية البحر الأحمر مهمتها دفاعية وأي هجوم على صنعاء سيكون من خارج هذا التحالف؟
هل تخطط أمريكا لوقف عملية السلام في اليمن حتى تتمكن من توجيه ضربات جوية عالية الدقة والتأثير ضد صنعاء عن طريق طرف آخر؟ وهل ستقوم أمريكا في نفس الوقت بتقديم الدعم العسكري للأطراف المعارضة لحكومة صنعاء؟ حتى تُخضع صنعاء لمطالبها وشروطها وتفرض وجودها الرسمي في البحر الأحمر وباب المندب ؟.
الحقيقة: كل شي وارد، أمريكا لاتحتمل هزائم أخرى وفي حال لم تنجح لأي سبباً كان فإنها قد تلجأ إلى استعمال الأسلحة شديدة الخطورة مثل (الكيميائية أو النووية).
الغرب لا أمان لهم، وصنعاء ليست سهلة واليمن معروفة عبر التاريخ بأنها مقبرة الغزاة.
كاتب يمني