
في الليالي التي يشهد فيها العالم خسوفا كليا للقمر، تتوجه الأنظار إلى السماء، فالمشهد مهيب، حيث تلاحظ أن القمر المكتمل يغرق تدريجيا في ظل الأرض، حتى يختفي نوره الفضي ويطل علينا بلون أحمر نحاسي.في سياق مثل هذه الظواهر الفلكية، عادة ما تنتشر أخبار عن تأثيرها “الضار” في الصحة النفسية أو الصحة بشكل عام، يرتبط ذلك بشكل خاص بالخسوف والكسوف، لكن الادعاءات نفسها ترتبط كذلك بالقمر البدر.لكن الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن هذه الأخبار لا أساس فيزيائيا لها، فمن ناحية فيزيائية بحتة، خسوف القمر لا يغير الإشعاع القادم من القمر، ولا يؤثر في الأرض أو جسم الإنسان بأي شكل مباشر. الفرق الوحيد أن القمر يمر في ظل الأرض، فينحجب ضوؤه الطبيعي ساعات قليلة.ومن الناحية البيولوجية، لا توجد أدلة قاطعة على أن خسوف القمر يغير في هرمونات الجسم أو يسبب اضطرابا في النوم أو المزاج، وإذا كان هناك تأثير، فهو غالبا بسبب السهر لمتابعة الحدث أو القلق الناتج عن المعتقدات الشعبية، وليس بسبب الخسوف نفسه.