
شهدت محافظة أبين جنوب اليمن فاجعة إنسانية جديدة بعد احتراق باص نقل دولي تابع لشركة صقر الحجاز في منطقة نقيل العرقوب الجبلية، ما أدى إلى وفاة أكثر من أربعة وثلاثين راكبا وإصابة آخرين بجروح وحروق بالغة، في حادث وصفه الأهالي بأنه نتيجة مباشرة للإهمال المتراكم في صيانة الطرق وغياب الرقابة على شركات النقل.الحادث وقع فجر الأربعاء، حين اصطدم الباص القادم من المملكة العربية السعودية باتجاه عدن بسيارة من نوع “فوكسي”، ما أدى إلى انفجار قوي أعقبه حريق هائل التهم المركبتين بالكامل خلال دقائق.وذكرت مصادر محلية أن الركاب علقوا داخل الحافلة بعدما انغلق بابها الرئيسي بفعل الانفجار، ولم يتمكن سوى خمسة أشخاص من النجاة بعد أن حطموا النوافذ وقفزوا منها قبل أن تشتعل النيران في كامل الهيكل.وأفادت تقارير ميدانية أن تأخر فرق الإطفاء والإنقاذ في الوصول إلى موقع الحادث، بسبب وعورة الطريق الجبلي، فاقم من حجم الخسائر البشرية، حيث احترقت الجثث داخل الحافلة بالكامل، فيما تم نقل الجرحى إلى مستشفيات عدن لتلقي العلاج.وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب وسخط شعبي واسع، إذ وصف ناشطون طريق العرقوب بـ”طريق الموت”، مطالبين الحكومة والسلطات المحلية بفتح تحقيق عاجل في الحادث ومحاسبة الجهات المقصرة في صيانة الطرق وتأمينها.وانتقد آخرون استمرار تجاهل التحذيرات المتكررة من خطورة الطريق الذي تكثر فيه المنعطفات والانحدارات الحادة، دون أي حلول عملية.كما طالب أهالي الضحايا بإلزام شركات النقل الدولي باتباع معايير سلامة أكثر صرامة، والتأكد من جاهزية وسائل الإطفاء والطوارئ داخل الحافلات، إضافة إلى إعادة تأهيل الطرق الجبلية التي تشهد سنويا عشرات الحوادث المميتة.إلى ذلك اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بموجة من السخط الشعبي الواسع، حيث اتهم ناشطون الحكومات المتعاقبة والنظام السابق بالمسؤولية المباشرة عن تدهور البنية التحتية وغياب المشاريع التنموية الحقيقية.وأكد كثير من المعلقين أن الفساد والنهب الذي مارسته عائلات نافذة ومسؤولون سابقون هو السبب الرئيس وراء معاناة اليمنيين اليوم، في شمال اليمن وجنوبه.وقال ناشطون إن “الفارين من رموز الفساد والسلطة السابقة يعيشون اليوم في الخارج برعاية التحالف السعودي الإماراتي، يستثمرون الأموال التي نهبوها من مقدرات الشعب اليمني، في حين تركوا البلاد غارقة في الدمار والفقر”.وأضافوا أن هؤلاء “يتحدثون اليوم عن استعادة الحكم وهم الذين دمروا أسس الدولة وسرقوا ثروات البلاد على مدى عقود طويلة، ثم ارتموا في أحضان التحالف الذي يواصل حربه على اليمن”.ودعا مواطنون وناشطون إلى فتح تحقيق عاجل في الحادث ومحاسبة الجهات المقصرة في صيانة الطرقات وتأمينها، مؤكدين أن حوادث مماثلة تتكرر في طريق العرقوب دون أي إجراءات ملموسة للحد منها، كما طالب الأهالي بإعادة تأهيل الطرق الجبلية الخطرة التي تحصد أرواح المسافرين سنويا.وأكدت منظمات محلية أن تكرار هذه الكوارث يفضح فشل مؤسسات الدولة في أداء دورها الرقابي والخدمي، ويستدعي تحركا جادا لإنقاذ ما تبقى من الأرواح والبنى التحتية المنهارة في البلاد.
