فجر اليوم//
من تحليلات الصحافة العبرية خلال الأيام والأسابيع الماضية بشأن الانتخابات الأمريكية، لن تعثر سوى على الخلاف الشديد والحيْرة، مع قدر من الخوف أيضا. هُم منقسمون بين المرشحين، ومن سيكون أكثر خدمة للبرنامج الصهيوني وكيانه، مع طرف يركّز على أسئلة المستقبل. هناك من يحسم رأيه في هذا الاتجاه، وبين من يفعل العكس، وهناك من يحلّل المخاطر والمخاوف في الحالتين، وهناك طرف خائف من “حرب أهلية” أو تشتّت للقوة الأمريكية التي ثبت أنها الراعي الرسمي للكيان. وينطبق ذلك على الوسط الرسمي، بين نتنياهو الذي “يصلّي لأجل فوز ترامب”؛ بتعبير أحد محللي يديعوت اليوم، وبين آخرين يرونه خطرا وكائنا يصعب التنبؤ بسلوكه ومغامراته، بجانب الحديث عن “لاساميته” الكامنة في شخصيته.
من زاوية صهيونية صرفة، ستعثر على منطق فيما يقول كل طرف، لكن ما يعنينا هنا هو أن الطوفان كان سبب هذا الجدل الذي لم يسبق له مثيل، ولأنه أثبت هشاشة الكيان طبعا بدون الدعم الأمريكي والغربي. أما سؤال المُستقبل، فهناك إجماع بين الصهاينة على أنه مُخيف في ظل تأثيرات توحّش كيانهم في الحرب ضد غزة على الضمير العالمي، بخاصة على الأجيال الجديدة في أمريكا والغرب، والتي ستحتل مكانها في النظام السياسي بعد حين.. هذا طبعا إذا بقي الكيان، ولم تتدهور الإمبراطورية الأمريكية على نحو يجعل تأثيرها أقل بكثير في المشهد السياسي الدولي، وسيتبعها الغرب برمّته.
والخلاصة: ليس بعد الطغيان الكبير الذي سبق أن حدث غير التراجع وربما التدهوُّر؛ للأخ الأكبر وللأخ الأصغر كليهما، وليس في ذلك عندي أدنى شك.