قتل محمد صادق المخلافي، المتهم باغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين بمدينة تعز، إفتهان المشهري، اليوم الأربعاء، برصاص فصائل أمنية، في حادثة أثارت جدلاً واسعاً بشأن خلفياتها.ووفقاً لمصادر محلية، أطلقت عناصر أمنية النار على المخلافي، ما أدى إلى مقتله على الفور، بدلاً من اعتقاله والتحقيق معه للكشف عن ملابسات الجريمة والدوافع والجهات التي تقف وراءها.واعتبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ التصفية المباشرة للمتهم تعزز الشكوك بوجود مساعٍ لطمس الحقائق، والتستر على المتورطين الأساسيين الذين وجّهت إليهم أصابع الاتهام سابقاً، بينهم قيادات نافذة في الفصائل الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، وخصوصاً في صفوف حزب الإصلاح.وتأتي هذه التطورات في وقتٍ تشهد فيه مدينة تعز تصعيداً في حدة التوتر السياسي والعسكري بين حزب الإصلاح والقوات الموالية لطارق صالح، وسط مساعٍ من التحالف لإعادة تشكيل موازين القوى في المدينة لمصلحة طارق على حساب الإصلاح.وفي هذا السياق، نشر القيادي في حزب الإصلاح حميد الأحمر منشوراً، مساء أمس الثلاثاء، على حساباته الرسمية في وسائل التواصل، هاجم فيه طارق صالح بشدة، معتبراً أن “الأدهى من الخذلان أن يحاول البعض بسط نفوذهم على تعز، وهم من ناصبوها العداء وقتلوا رجالها ونساءها بدم بارد، واحتلوا ميناءها وحولوه إلى مستعمرة تديرها دويلة أخرى”. كما اتهم الأحمر خصومه بمحاولة استثمار جريمة اغتيال المشهري سياسياً، مؤكداً أن تعز أكبر من “مشاريع شخصية وأحقاد وطموحات غير مشروعة”.وينظر إلى قضية اغتيال المشهري وما تلاها من تصفية للمخلافي على أنها جزء من المشهد الأوسع لصراع النفوذ في تعز، حيث يحاول كل طرف تثبيت حضوره في المدينة التي تعد واجهة رمزية للصراع الدائر بين فصائل التحالف، ما يزيد من تعقيد المشهد ويفاقم أجواء الاحتقان الشعبي والسياسي.
