
تشهد الحدود بين أفغانستان وباكستان تصعيدا عسكريا غير مسبوق، مع تبادل للضربات الجوية والمدفعية، وسقوط قتلى وجرحى من الجانبين، في ظل توتر متصاعد بين حكومة طالبان والسلطات الباكستانية، وسط تحذيرات من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة إقليمية مفتوحة.ووفقا لوكالات الأنباء الدولية فقد نفذت باكستان ضربات جوية على مدن قندهار، جلال آباد، خوست، هلمند وبكتكا، بعد مقتل جنديين باكستانيين وإصابة تسعة آخرين في اشتباكات مع قوات طالبان قرب منطقة كورام الحدودية.وأصدرت وزارة الداخلية الباكستانية بيانا شديد اللهجة، اتهمت فيه أفغانستان بـ”لعب لعبة النار والدم”، مؤكدة أن الرد سيكون مماثلا لما واجهته الهند سابقا.وفي مؤشر على تحشيد واسع قد يفتح جبهة قتال طويلة الأمد، انضم رجال قبائل من الجانب الباكستاني إلى القوات النظامية والميليشيات، وتوجهوا نحو الحدود.وردت طالبان عبر وزارة دفاعها بإعلان وقف “الأعمال الانتقامية”، لكنها حذرت من أن استمرار التصعيد سيقابل برد قاسٍ، فيما دعا وزير خارجيتها باكستان إلى الكف عن التصعيد وطلب وساطة دولية.وكشفت تقارير استخباراتية أن باكستان استهدفت في وقت سابق زعيم حركة “تحريك طالبان باكستان” نور ولي محسود في غارة دقيقة على كابول، ما قد يكون أحد أسباب التصعيد الأخير، فيما أكدت مصادر عسكرية أفغانية أن قوات طالبان شنت هجمات على مواقع حدودية باكستانية في ولايات كنر وننغرهار، ردا على الغارات الجوية.وينذر الوضع الميداني بانفجار وشيك، في ظل غياب أي مؤشرات على التهدئة، وتزايد المخاوف من تحول الاشتباكات إلى حرب استنزاف طويلة تهدد استقرار المنطقة بأكملها.