
غادر رئيس مجلس القيادة الرئاسي الموالي للتحالف السعودي الإماراتي، رشاد محمد العليمي، ظهر اليوم الخميس مدينة عدن، متوجهاً إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث مقر إقامته شبه الدائم، بحسب مصادر مطلعة.تأتي هذه المغادرة في وقت تشهد فيه مناطق سيطرة التحالف جنوب وشرق اليمن تطورات سياسية واقتصادية متسارعة، في ظل تفاقم الأزمات المعيشية وتدهور قيمة العملة المحلية، وسط ترقب شعبي لأي معالجات لم تؤتِ ثمارها حتى الآن.وبحسب المصادر، يُتوقع أن يجري العليمي لقاءات مع مسؤولين سعوديين تتعلق بمستقبل “مجلس القيادة” وملفات أمنية واقتصادية، في وقت تُطرح فيه تساؤلات متزايدة حول فاعلية هذا المجلس الذي أنشأته الرياض في أبريل 2022، ويدير شؤونه من الخارج منذ أشهر طويلة، وتسبب بمزيد من انهيار الوضع المعيشي والاقتصادي وتدمير العملة الوطنية واستغلال الإيرادات لصالح المسؤولين وتحويلها للخارج حيث يقيمون مع أقاربهم وعائلاتهم.وتأتي هذه التحركات عقب أيام من تصاعد السخط الشعبي نتيجة الارتفاع الحاد في أسعار السلع، والانهيار غير المسبوق للريال اليمني بمناطق سيطرة حكومة العليمي المنفية، في ظل غياب أي تدخل فعلي منها او من السعودية والإمارات بحكم سيادتهما الفعلية جنوب اليمن على القرار السياسي والعسكري وعلى المجلس الرئاسي المشكل من السعودية.وتشهد مدينة عدن والمناطق الخاضعة للتحالف جنوب وشرق البلاد انهياراً اقتصادياً متسارعاً منذ مطلع 2024، تزامناً مع تعثر الحكومة التابعة للتحالف في صرف الرواتب وتوفير الخدمات، فيما تستمر الإمارات والسعودية في إحكام سيطرتهما الأمنية والعسكرية على الموانئ والجزر والحقول النفطية والغازية التي أوقفت صنعاء نهب إيراداتها عبر قرار حظر تصدير النفط اليمني جنوب اليمن واشتراط دفع مرتبات موظفي الدولة في الشمال والجنوب مقابل السماح باستئناف التصدير، وهو ما رفضته الولايات المتحدة وتضع فيتو عليه لإبقاء ملف المرتبات ورقة ضعط وابتزاز ضد الشعب اليمني وحكومة صنعاء.يشار إلى أن رشاد العليمي يقيم بصورة شبه دائمة في العاصمة السعودية، فيما تدار المناطق الخاضعة لتحالف الحرب على اليمن من الخارج، في ظل انعدام الثقة بين فصائل المجلس الرئاسي وغياب رؤية موحدة للحكم، بسبب تبعية أعضاء المجلس لكل من السعودية والإمارات