انسحاب إماراتي من حضرموت وشبوة يربك أدواتها

تتجه الأوضاع في محافظتي حضرموت وشبوة نحو منعطف حساس، مع بدء انسحاب القوات التابعة للإمارات من مواقع استراتيجية كانت تتمركز فيها منذ سنوات، في خطوة تعكس تراجعًا ميدانيًا واضحًا للدور الإماراتي، وتضع المجلس الانتقالي الجنوبي أمام اختبار صعب في مناطق لا تحظى بقبول مشروعه الانفصالي.محافظ حضرموت الموالي للسعودية سالم الخنبشي كشف، في تصريحات صحافية للشرق الأوسط السعودية، أن صفارات الإنذار دوّت مساء الثلاثاء في مطار الريان، في إشارة لبدء سحب القوات الإماراتية من المطار، مؤكدًا أن انسحابات مماثلة شملت أيضًا منشأة بلحاف الغازية في محافظة شبوة، إلى جانب مواقع أخرى في المحافظتين. وأوضح أن الانسحاب يجري على نطاق واسع، ويشمل جميع المواقع التي انتشرت فيها القوات الإماراتية خلال الفترة الماضية.وتزامن هذا التطور مع تصاعد التوتر في حضرموت، نتيجة تحركات عسكرية لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيًا، في محاولة لفرض أمر واقع بالقوة، وسط رفض قبلي وشعبي واسع لأي وجود مسلح وافد أو تشكيلات لا تنتمي للنسيج الحضرمي.وفي هذا السياق، وجّه الخنبشي دعوة صريحة لأبناء حضرموت المنخرطين ضمن صفوف الانتقالي وقوات الدعم الأمني، مطالبًا إياهم بالانسحاب من تلك التشكيلات والعودة إلى منازلهم، أو الالتحاق بقوات «درع الوطن» التابعة للسعودية، متعهدًا باستيعابهم وترتيب أوضاعهم، في خطوة تهدف إلى تجفيف أدوات التصعيد ومنع جرّ المحافظة إلى اقتتال داخلي يخدم أجندات خارجية.وأكد الخنبشي أن الطريق الوحيد لمعالجة الأزمة الراهنة يتمثل في انسحاب كامل وسلمي لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي من محافظتي حضرموت والمهرة، مشددًا على أن أي حديث عن حوار سياسي لا يمكن أن يتم في ظل وجود قوات تفرض نفسها بالقوة. وأشار إلى أن الباب لا يزال مفتوحًا أمام الانتقالي لمغادرة المحافظتين والعودة من حيث أتى، تمهيدًا لأي نقاش سياسي لاحق بعيدًا عن السلاح والضغوط العسكرية.وفي موازاة ذلك، أوضح الخنبشي أن قوات «درع الوطن»، في حالة جاهزية تامة للانتشار في حضرموت والمهرة، استنادًا إلى إعلان حالة الطوارئ، لافتًا إلى وجود نحو ثلاثة آلاف مقاتل من أبناء حضرموت، كانوا ضمن قوام المنطقة العسكرية الأولى، وهم مستعدون لمساندة هذه القوات دفاعًا عن المحافظة ومنع تفجير الوضع.وتأتي هذه المستجدات في إطار صراع نفوذ متصاعد على حضرموت، المحافظة الأكبر مساحة والأغنى ثروة، حيث تسعى الإمارات منذ سنوات لاختراقها عبر أدوات محلية وواجهات عسكرية، في مقابل رفض حضرمي واسع لأي مشروع تقسيمي. كما يعكس الانسحاب الإماراتي من بعض المواقع الحيوية تراجعًا في القدرة على الاستمرار بالانتشار المباشر، في ظل تعقيدات ميدانية وتهديدات عسكرية وسياسية سعودية صريحة.

Exit mobile version