– ليس هناك أمة اسُتهدفت عسكرياً، وتستهدف حالياً، فيما بين الأمم القاطنة على كوكب الأرض مثل ما هو حال المسلمين، أعداؤهم يغزونهم إلى عقر ديارهم، يحتلون أوطانهم، ينهبون ثرواتهم، يستبيحونهم ويقتلونهم بشكلٍ مستمر
– نحن أمةٌ مستهدفة شئنا أم أبينا، ونحن بحاجة إلى أن نعود إلى سيرة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وإلى جهاده، من خلال ما قدَّمه القرآن الكريم، ومن خلال ما هو صحيحٌ وثابتٌ في كتب السِّيَّر والتاريخ؛ لنستفيد منه في واقعنا.
– الأهمية الكبيرة جداً في غزوةٍ بدرٍ الكبرى: في كيفية قيام الأمة الإسلامية وانتصارها، ومواجهتها للتحديات والأخطار آنذاك، ونشوء وامتداد نور الإسلام، وكذلك في انتصار المسلمين، وفي تغيير الواقع الجاهلي الظلامي في الجزيرة العربية
– أتت التسمية في القرآن الكريم لغزوة بدر الكبرى تسميةً مميزة، وذات أهمية كبيرة، وتُلَخِّص لنا الفكرة عن مستوى الأهمية التي قد لا نستوعبها لتلك الغزوة، حينما سمَّها الله بيوم الفرقان
– هو يومٌ فارقٌ فعلاً، ما بعده اختلف تماماً عمَّا قبله، ولمصلحة المسلمين، لمصلحة الرسالة الإلهية، لمصلحة قيم الخير والعدل والحق، ولطمس تلك الحالة من الخرافة، والجاهلية، والظلام، والباطل، والشرك، والكفر، فيوم الفرقان نعمة كبيرة امتدت آثارها ونتائجها المهمة عبر الأجيال.
– يوم الفرقان “غزوة بدر الكبرى” محطة مهمة لاستنهاض الأمة؛ لأن الأمة في هذه المرحلة، في ظل ما تواجه من تحديات تُشكِّل خطورةً بالغةً عليها، والخطر الكبير هو في جمودها، وقعودها، وتخاذلها، أمام تلك الأخطار التي تستهدفها
– ما قبل غزوة بدرٍ الكبرى، بدءاً بالمرحلة المكية، قبل هجرة النبي صلوات الله عليه وعلى آله من مكة، ومنذ أن بعثه الله بالرسالة فيها، تحرك صلوات الله عليه وعلى آله لتبليغ رسالة الله، وإيصال نوره إلى الناس، الرسالة التي بها الإنقاذ للبشرية
– الإنقاذ ابتداءً لذلك المجتمع نفسه، ولمحيطه في الجزيرة العربية بكلها، الإنقاذ من الشرك، من الخرافة، من الباطل، من الضلال، من الكفر، من الظلم، الإنقاذ من نار جهنم، الإنقاذ من الخسارة الكبرى في الدنيا والآخرة
– الإنقاذ من ذلك الواقع الجاهلي الظلامي السيء، الذي هبط بالقيمة الإنسانية للناس أنفسهم، وعندما تحولوا إلى عُبَّاد للأوثان والأصنام الحجرية والخشبية، وغيرها من الأوثان التي يصنعونها بأنفسهم، أو يشترونها من الأسواق بقيمتها، ثم يعكفون حولها كآلهة، ويعبدونها كآلهة، ويخضعون لها كآلهة
– وضعية سيئة كانت أيضاً منعكسةً على ظروف حياتهم بكل ما فيها، فيما كانوا عليه من معتقدات، من ممارسات ممتلئة بالظلم، بالتوحش، إلى درجة قتل بناتهم، ووأد بناتهم وهن أحياء على قيد الحياة، وغير ذلك من الخرافات والمفاسد الرهيبة جداً
– فالإسلام إنقاذ وشرفٌ عظيم، يسمو بالإنسان ليكون بمستوى إنسانيته.
– رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله كان على اهتمام مستمر يرصد تحركات الأعداء، لم يكن في حالة غفلة، وكان يسعى إلى تهيئة المسلمين وتحضيرهم في إطار هذه المرحلة الجديدة، التي سيدخلون فيها في مواجهات عسكرية وجهادٍ عسكري
– رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله كان يسعى إلى رصد تحركات الأعداء، وإلى تنشيط المسلمين بدءاً بسرايا، سرايا (مجموعات) استطلاعية، تُنَفِّذ مهام استطلاعية، وتتحرك أيضاً لتكون المسألة مسألة مقبولة في الساحة
– أراد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله للمسلمين أنفسهم أن يكونوا هم متعودين على التحرك والخروج في تلك السرايا الاستطلاعية، وأن ينفِّذوا تلك المهام التي هي مهام تهيئهم ذهنياً ونفسياً لما بعد ذلك من المواجهة مع الأعداء، وتنشطهم، وفي نفس الوقت تهيئ الساحة أمامهم؛ لتكون متقبلة لهذا التحرك، ولا تكون ساحةً مغلقةً في وجوههم.