ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” نقلا عن مصادر أن الدول الغربية تناقش بشكل متزايد خطة تخلى أوكرانيا عن مطالباتها ببعض المناطق مقابل إنهاء النزاع مع روسيا والانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
ووفقا للصحيفة، يعتقد حلفاء كييف أن “الضمانات الأمنية الهادفة” يمكن أن تشكل أساسا لحل النزاع، وفي الوقت نفسه، تفترض الخطة أن روسيا ستحتفظ بالسيطرة على الأراضي التي تمتلكها.
وستحصل أوكرانيا، ضمن الحدود التي ستظهر في وقت إبرام الاتفاقيات، على الحماية من دول “الناتو” بموجب المادة 5 من حلف شمال الأطلسي.
وذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” أن مثل هذه الخطة تمت مناقشتها في دوائر السياسة الخارجية لأكثر من 18 شهرا. وتطلق الصحيفة على هذا النموذج اسم “ألمانيا الغربية”، لأنه قبل توحيد ألمانيا، كان الجزء الغربي منها جزءا من “الناتو”، وكان الجزء الشرقي جزءا من حلف “وارسو”.
ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تعارض ذلك، خوفا من جر الدول الغربية إلى الصراع.
في 30 سبتمبر الماضي، قال الأمين العام السابق لحلف “الناتو” ينس ستولتنبرغ إن التسوية السلمية في أوكرانيا يجب أن تتضمن شروط الضمانات الأمنية لكييف من الدول الغربية.
ويرى ستولتنبرغ أن “الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، يجب أن تقدم لأوكرانيا مثل هذه الضمانات الأمنية التي تجعل تكلفة استئناف الحرب مرتفعة للغاية”. مضيفا أنه “في الوقت الحالي لا يوجد حل سحري يمكنه تغيير مسار عملية عسكرية خاصة”.
وفي 26 سبتمبر الماضي أيضا، التقى فلاديمير زيلينسكي في واشنطن بالرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد أن صرح في وقت سابق أنه يعتزم أن يبحث معه خطة معينة لإنهاء الصراع، سماها “خطة النصر”، لأنها تحتوي على نقاط تعتمد على قرارات واشنطن.
وفي الوقت نفسه، اقتصر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على التصريح فقط بأن الولايات المتحدة ستدرس الخطة التي اقترحتها كييف.
وانتقدت موسكو مرارا ما يسمى بصيغة السلام التي تروج لها كييف ووصفتها بأنها غير واقعية وأشارت إلى ضرورة أخذ الحقائق على الأرض في الاعتبار.
وحدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شروط حل الصراع، من بينها انسحاب القوات المسلحة الأوكرانية من دونباس ونوفوروسيا، ورفض كييف الانضمام إلى “الناتو”.
وبالإضافة إلى ذلك، ترى روسيا أنه من الضروري رفع جميع العقوبات الغربية المفروضة عليها وإقامة وضع عدم الانحياز وخال من الأسلحة النووية في أوكرانيا.