أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، اليوم الجمعة، أنه “تم إلغاء الاحتفالات بمناسبة عيد المقاومة والتحرير بعد استشهاد السيد ابراهيم رئيسي ورفاقه”.
وقال السيد نصر الله في كلمة له بالاحتفال التكريمي للشهداء الأبرار الرئيس السيد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ورفاقهما في مجمع سيد الشهداء– الضاحية الجنوبية لبيروت: “أقول لنتنياهو ولحكومة العدو يجب أن تنتظروا من مقاومتنا المفاجآت، نحن في المقاومة درسنا كل خطواتكم فلا خداعكم ينطلي علينا وهذه المقاومة سوف تستمر إسناداً لغزة واهدافنا وشعاراتنا واضحة”.
وأضاف: “فاجأتكم غزة وانهارت قوات النخبة لديكم وحزب الله بادر إلى فتح الجبهة وفاجأكم اليمن، وعندما قصفتم القنصلية الايرانية بدمشق فاجأتكم الجمهورية الإسلامية بوعدها الصادق”.
وتابع قائلاً: “نعبر عن مشاركتنا مشاعر ومعاني الفقد وبعض وفائنا للذين وقفوا معنا دائما ولم يتخلوا عنا في يوم من الأيام، ونتقدم بالعزاء وأسمى آيات العزاء بهؤلاء الأعزاء الكرام لصاحب العزاء الإمام المهدي (عج) وللسيد الخامنئي ولمراجعنا العظام وللشعب الايراني العزيز والصابر وللمسؤولين ولعائلاتهم الشريفة فرداً فرداً، ونحتاج إلى معرفة الشهداء لأننا بحاجة إلى القدوة وبدون القدوة يبقى ما نؤمن به مجرد أفكار ونظريات”.
وأردف بالقول: “تعرفنا على السيد إبراهيم رئيسي في ثلاثة مواقع أحدث تحولاً فيها وشهدناه يعمل كرئيس للجمهورية في الليل والنهار وحاضراً في كل المحافظات وفي القرى البعيدة وعرّض نفسه لمخاطر وقدم تجربة مهمة جداً، وهذا الرئيس كان فقيها وعالماً ومؤمناً ومتدينا والمتواضع جداً والمحب جداً والقريب من الناس وخصوصاً الفئات المحرومة والفقيرة والشجاع في مواجهة الظالمين والطغاة والمؤمن بالمقاومة وقضيتها ومعركتها، العامل الدؤوب في الليل والنهار ولم يكن لديه يوم عطلة وإلى جانب هذا كله المطيع لقائده وإمامه السيد الخامنئي، وأنا افتخر بأني جندي عند الإمام الخامنئي دام ظله الشريف”.
وقال السيد نصرالله: “عمل السيد إبراهيم رئيسي من خلال موقعه في رئاسة الجمهورية على دعم القضية الفلسطينية وحركات المقاومة في المنطقة على كل صعيد وكان التزامه كبيراً في هذه المسألة وساعده الوزير حسين أمير عبداللهيان المؤمن بالمقاومة وعاشق لها ونعرفه منذ وقت طويل، الشهداء كان عشقهم وحبهم وروحهم مع الفقراء والمحرومين وهذه هي مدرسة الإسلام ومدرسة الرسول الأعظم وآل بيته عليهم السلام”.
ولفت إلى أن “إيران صمدت أمام الأخطار والتحديات التي تواجهها منذ الأيام الأولى لانتصار الثورة عام 1979، وعهد الرئيس رئيسي شهد تطوراً في الحضور الدبلوماسي لإيران وشهد إعطاء الأولوية للعلاقة بدول جوار إيران والشرق، وكان لدى السيد رئيسي إيمان كبير بالقضية الفلسطينية والمقاومة وحركات المقاومة وكان لديه عداء شديد للصهاينةّ، وفي عهد الشهيد السيد رئيسي تم الحفاظ على العلاقات مع الشرق والحفاظ على العلاقات مع الغرب ضمن مستوى معين”.
وأِشار السيد إلى أن “إيران تدعم حركات المقاومة بالمال والسلاح والتدريب والخبرة والتجارب والسيد رئيسي كان التزامه بذلك كبيراً”.
وأضف: إنه “عندما انتصرت الثورة الإسلامية في إيران كانوا يخططون أن يصل صدام إلى طهران خلال أسابيع، وعندما حصلت الحادثة وقبل حسم النتيجة بشهادة الأعزاء رأينا التحليلات أن الشعب الإيراني سيدير ظهره”.
كما لفت الى أن “رسالة مشاهد التشييع المليونية في اليومين الماضيين في أكثر من مكان هو ثالث جنازة في تاريخ البشرية بدون مبالغة”.. مؤكداً أن “التشييع المليوني يجب أن يطمئن جميع الأصدقاء ورسالة للعدو الذي فرض الحروب على إيران والعقوبات والتضليل والاغتيالات وبقيت ايران قوية وصامدة وتكبر وتقوى ويعلو شأنها في العالم على كل صعيد، ويجب على العدو أن ييأس وأحد أسباب فشل السياسة الأمريكية هو الانفصال عن الواقع وإنكار له ولذلك أخطأوا في افغانستان والعراق وفي ايران والمنطقة”.
وتابع السيد نصر الله قائلاً: “الدولة الايرانية أحزنها جداً شهادة رئيسها والدستور الإيراني يعالج المسألة والمؤسسات الايرانية تعمل وهي دولة قانون على رأسها قائد حكيم وعظيم”.
وقال: “الرسالة الثانية لمشاهد التشييع أن إيران هي دولة قوية متماسكة صلبة، ورغم أنه أحزنها جدا استشهاد السيد رئيسي وعبداللهيان ورفاقهما ولكنه لم يربكها أو يضعفها”.
وأضاف: “لم يتم تعطيل البلد في إيران رغم الحادثة المحزنة لأنها دولة دستور ومؤسسات وقانون وعلى راسها قائد كبير وعظيم الى جانب الثقة والحاضنة الشعبية”.
ورأى السيد نصر الله أن “أحد أسباب فشل السياسات الأمريكية تجاه المنطقة هو إنكار الواقع والانفصال عنه”.
وفي موضوع دعم المقاومة قال السيد نصر الله: إنه “قاعدة ثابتة لدى الجمهورية الإسلامية وجزء من هويتها وطبيعتها وجزء أصيل من دينها ولا يتبدل مع تبدل المسؤولين، ولكل الأعداء الذين ينتظرون أن تضعف إيران وأن تتراجع وأن تتخلى عن فلسطين وعن المقاومة أنتم تعيشون اوهاما وسرابا وخيالات”.
وأضاف: “الجمهورية الاسلامية كانت وستبقى السند الأقوى في هذا العالم إلى جانب فلسطين وحركات المقاومة، إيران منذ عام 1979 مستمرّة في دعمها لحركات المقاومة بل يزداد الدعم أكثر ويظهر إلى العلن بشكل واضح”.
وحول مسار معركة طوفان الأقصى قال السيد نصر الله: “اليوم ونحن في الشهر الثامن من الحرب على غزة “الإسرائيليون” أنفسهم في السلطة والمعارضة كلّهم يجمعون على أن ما عايشه الكيان هذه السنة لم يسبق له مثيل، العدو يعترف بالمعاناة الشديدة التي يواجهها ويعترف بالعجز والفشل”.
وأضاف: “من اهم ما يعاني منه الكيان الصهيوني موضوع اعتراف بعض الدول الاوروبية بدولة فلسطين وهذا سيفتح الباب امام دول اخرى، هذا الاعتراف هو خسارة استراتيجية للكيان الصهيوني، وهو من نتائج طوفان الاقصى وما بعد طوفان الأقصى”.
وأكد السيد نصرالله أن “من نتائج طوفان الاقصى وثبات المقاومة وصمودها “إسرائيل” اليوم أمام المحكمة الجنائية بعد طلبها اصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت”.
وتوجه السيد نصر الله بالشكر إلى “كل الاساتذة والطلاب في كل أنحاء العالم الذي تحركوا نصرة لغزة، المظاهرات في جامعات العالم وأمس أمام الكونغرس الأمريكي تبيّن حجم المشاعر الإنسانية التي استنهضها طوفان الأقصى في كل العالم”.
وشدد السيد نصرالله على أن “إسرائيل” لم تحترم يومًا قرارًا دوليًا فقد شنّت أعنف الغارات على رفح بعد قرار محكمة العدل الدولية.
وقال: “نتنياهو واضح أنه تبرّأ من الأجهزة الأمنية في الكيان وذلك خلال الحرب وقال إنه لم يقدموا له تقييمات صحيحة حول التهديدات من غزة، نتنياهو ذاهب نحو حائط مسدود ويأخذ الجبهة المقابلة إلى نصر تاريخي ومؤزر”.
وأضاف: “من مظاهر الفشل الصهيوني أن نتنياهو تبرأ من الأجهزة الأمنية والعسكرية وكشف ظهرها، ومئات عائلات الجنود الصهاينة ومئات أساتذة الجامعات والنخب يطالبون بوقف الحرب وهذا ما سيزيد الضغط على حكومة العدو”.
وختم الأمين العام لحزب الله اللبناني كلمته بالقول: “نحن مسيرة تنتمي إلى الشهداء ونواصل الطريق بالتضحيات والانجازات وهذا يتطلب منا الثبات والصمود واليقين”.