آراءالصورة تتكلمالكيان الصهيونيالوطن العربيتحقيقاتتقاريرتنبؤاتتوقعات السياسيينحكاياحياتناسياسيةصنعاءغير مصنفقصفمقالاتمنوعات
أخر الأخبار

السيد #الحوثي يؤكد الجهوزية للتصدي لأي عدوان أمريكي مهما كان مستواه ويحذر المرتزقة من التورط

متابعات #فجر_اليوم //
الأمة الإسلامية مفتقرة إلى استنهاض قرآني يهز الضمير والوجدان ويحيي الشعور بالمسؤولية
 
ألقى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم الأحد ، كلمة بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي”رضوان الله عليه”، تحدث فيها عن المشروع القرآني وحاجة الأمة إليه في ظل الهجمة الأمريكية الإسرائيلية على الأمة الإسلامية، كما تحدث عن فشل الهجمات العدوانية ضد المشروع القرآني خلال السنوات الماضية وصولاً  إلى قدرتنا  على ردع أي عدوان على بلدنا والمشاركة في نصرة الشعب الفلسطيني بقدرات متقدمة.
فيما يتعلق بالتصنيف الأمريكي والتحضير للعدوان على البلد أكد السيد القائد أننا جاهزون لمواجهة أمريكا بعون الله تعالى والتصدي لأي عدوان منها مهما كان مستواه.
وللمرتزقة قال السيد القائد: نصيحتنا للموالين لأمريكا والمسترضين لها بالحذر من التورط، وخاطب السيد الموالين لأمريكا قائلا: أيها الأغبياء كونوا أذكياء ولو لمرة واحدة وفي موقف واحد وقرار واحد، دعوا أمريكا و”إسرائيل” وحرضوهما كما تشتهون، اتركوا أمريكا لتفعل ما تشاء في مواجهتنا، فلتصنف ولتحارب ولتفعل ما تريد أن تفعل، نصيحتنا لكم، تفرجوا وتربصوا كما هي عادتكم في التربص، تربصتم على مدى 15 شهرا وخابت آمالكم وكانت حالة الحسرة واضحة عليكم”.
وأكد  أننا مستمرون وثابتون على موقفنا ونهجنا وتوجهنا بحق وصدق وجد تجاه الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء. مضيفا أن يمن الإيمان والمدد والسند مستمر في الدور المساند والداعم والواقف بجد مع فلسطين ومستمرون في التحرك الشامل عسكريا وفي كل المجالات نصرة لفلسطين كما تحركنا على مدى 15 شهرا تحركا فعّالا ضد العدو الإسرائيلي  فشعبنا استمر في إسناده لغزة 15 شهرا في مختلف الظروف والأحوال من حر وبرد ومطر وفي الصوم ومع القصف ولم يتأثر بالحملات الدعائية المعادية.
ولفت السيد إلى أن الجبهة التثقيفية والتوعوية كان لها تحرك قوي استمر ويستمر أبطالها من العلماء والخطباء والثقافيين المجاهدين بشكل مكثف وقوي. كما أن هناك تحرك قوي في الجبهة الإعلامية وفرسان الإعلام الذين بذلوا جهدا عظيما جهاديا في الميدان الإعلامي وتحركوا بشكل عظيم وفعال إلى درجة أن الأمريكي يصيح من قوة أدائهم وتأثيرهم.
وجدد التأكيد على أن مسيرتنا القرآنية من يومها الأول كانت محاربة بإشراف أمريكي مستمر، وعبرنا بفضل الله مراحل صعبة جدا ولكن تحققت الانتصارات الكبرى وأصبحنا الآن في مستوى متقدم من القيام بدورنا في التصدي للشر والإجرام الأمريكي والإسرائيلي.
وفيما يتعلق بالموقف من العدو الإسرائيلي في غزة فأكد السيد القائد أننا في هذه المرحلة نراقب ونتابع مجريات تنفيذ الاتفاق في غزة وتطورات الوضع في جنين والضفة وثابتون على موقفنا المعلن الواضح في جهوزيتنا المستمرة واستعدادنا الدائم لنصرة إخوتنا في فلسطين وإذا تورط العدو الإسرائيلي في النكث بالاتفاق والعودة إلى التصعيد والإبادة الجماعية سنعود إلى التصعيد.
وأكد السيد الثبات على المعادلة التي سبق وأن أعلنها شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه فيما يتعلق أيضا بالمسجد الأقصى وسنبقى على تنسيق مستمر مع إخوتنا المجاهدين في فلسطين ومحور الجهاد والقدس تجاه أي تطورات للوضع ونحن في جهوزية دائمة ومستمرة للتصدي لأي عدوان أمريكي على بلدنا.
القضية الفلسطينية
وأوضح السيد أن مسؤولية الأمة تجاه الشعب الفلسطيني واضحة في أن تنصره وتوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي ضده في قطاع غزة. لافتا إلى أن قوى الشر الظلامية خاسرة وهي تتجه بالمجتمع البشري وتتجه بمن يواليها من أبناء أمتنا إلى الخسران.
وأكد أن القضية الفلسطينية باقية وإخوتنا المجاهدين في فلسطين جبهة ثابتة أثبتت صمودها وثباتها وتماسكها وجدارتها بما تقوم به في طليعة الأمة لمواجهة العدو الإسرائيلي ويجب تقديم الدعم للمجاهدين في فلسطين ومساندتهم، لا أن يتجه البعض لدعم أمريكا الداعمة لـ “إسرائيل وسخّرت كل إمكاناتها لدعم “إسرائيل” وإبادة الشعب الفلسطيني، وكل الدمار في قطاع غزة هو بقنابلها وقذائفها وبإشرافها ودعمها ومساندتها.
وأكد أننا نقف ضد منكر أمريكا و”إسرائيل” والصهيونية وباطلها وشرها وظلامها وطغيانها ونقف ضد المشروع اليهودي الصهيوني فنحن لم نعبّد أنفسنا للطاغوت وما نقدمه من تضحيات في هذا المشروع العظيم هي تضحيات محسوبة في سبيل الله تعالى وقربانا إليه، ولها نتائجها الطيبة، بينما الآخرون يخسرون.
وأضاف: أمريكا و”إسرائيل” شر على المجتمع البشري يجب الوقوف ضده لا إخضاع الأمة له. مؤكدا أن حساباتنا والحسابات التي ينبغي أن يحسبها كل أبناء أمتنا يجب أن تكون على أساس مبادئ الدين وقِيَمِه وتعاليم الله تعالى.
وفيما يتعلق بالحديث عن استشهاد قائد المسيرة القرآنية السيد حسين بدرالدين الحوثي فأوضح السيد أن استشهاد الشهيد القائد هو عنوان للقضية وللمظلومية، لأن ما  قامت به السلطة آنذاك في 2004 ضد مؤسس المسيرة القرآنية وقائدنا العظيم كان عدوانا ظالما لا مبرر له ولا يستند إلى أي مستند لا شرعي ولا قانوني فشهيد القرآن لم يصدر منه أي اعتداء ضد السلطة آنذاك ولا أي تصرف يبرر لها العدوان والسعي لإبادة من تحركوا في إطار المشروع القرآني فما قام به شهيد القرآن هو التثقيف القرآني والصرخة في وجه أمريكا بشعار (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعن على اليهود، النصر للإسلام) والدعوة إلى مقاطعة البضائع الامريكية والإسرائيلية فالتحرك كان بالتثقيف القرآني في مقابل الهجمة الأمريكية والإسرائيلية غير المسبوقة على أمتنا الإسلامية بعد أحداث 11 من سبتمبر2001م التي خططت لها الصهيونية وجعلت منها ذريعة تهدف لإحكام السيطرة على أمتنا وطمس هويتها والسيطرة على ثرواتها.
ولفت السيد إلى أن الأنظمة الرسمية في عالمنا الإسلامي آنذاك لم تقف موقف المتصدي لتلك الهجمة الأمريكية الإسرائيلية بل المسارع في فتح المجال لأمريكا في كل شيء وبما يمكنها من السيطرة الكاملة فالأنظمة الرسمية خضعت لأمريكا وفُتحت كل الأبواب أمامها بما فيها السلطة في اليمن تحت عنوان التحالف لمحاربة “الإرهاب” فالسلطة في اليمن بعد أحداث 11 من سبتمبر فتحت المجال لأمريكا في الجانب العسكري والأمني والاقتصادي وجانب التعليم والإعلام والخطاب الديني.
وأوضح السيد أن شهيد القرآن تحرك بالمشروع القرآني إحساسا بالمسؤولية الدينية وإدراكا واعيا لخطورة ما يحدث وللعواقب السيئة حتى من باب العقوبة الإلهية، فالأمة عليها مسؤولية دينية لمواجهة الظلم الذي يستهدفها، والتحرك الواعي هو الذي يمثل حلا للأمة من الاختراق الأمريكي وليس الجمود والتنصل.
ولفت إلى أن الحملة الأمريكية استهدفت المناهج الدراسية من خلال إملاءات بما يُحذف وما تضمن به تلك المناهج، وهناك تدخل للتأثير على هوية الأمة وفكرها وهناك نشاط وعمل إعلامي مكثف يسعى من خلاله الأعداء إلى تغيير فكر الأمة والتأثير على الرأي العام والتوجهات والولاءات والمواقف، لأن الأعداء يهدفون إلى إضلال الأمة وإفسادها، والتثقيف القرآني كان عملا في مقابل تلك الهجمة التثقيفية الإعلامية الدعائية.
وأضاف أن المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية سلاح مهم، لأن الأعداء ينهبون ثروات بلداننا ويستفيدون من شعوبنا الكبيرة كأسواق لمنتجاتهم والأعداء يستخدمون العقوبات الاقتصادية كسلاح ضد البلدان، والمقاطعة هي حافز مهم للتوجه للبناء الاقتصادي والإنتاج المحلي والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وأوضح أن شهيد القرآن تحرك بالشعار والمقاطعة ونشر الوعي والخطوات الثلاث التي تحرك بها شهيد القرآن(التثقيف القرآني، الشعار، مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية) هي خطوات حكيمة ومشروعة، وليس هناك أي مبرر للاستهداف من يتحرك فيها. مضيفا أن الخطوات الثلاث تستند إلى القرآن الكريم وكان يفترض أن تلقى ترحيبا في بلد هويته إيمانية ودستوره يعترف بالشريعة الإسلامية والنظام يتغنى بالديمقراطية. مؤكدا أن المشروع الحكيم بخطواته العملية الصحيحة يخرج الأمة من حالة الصمت والجمود والقعود إلى حالة الموقف الذي يتنامى بحسب الظروف والمراحل.
وأشار إلى أن التثقيف القرآني كان عملاً في مقابل تلك الهجمة التثقيفية، الفكرية، الإعلامية، الدعائية، التي لها خطورة كبيرة جداً في التأثير على الأمة، على مستوى الفكر، والثقافة، والوعي، والولاءات… وغير ذلك. والعمل اليهودي، والعمل الأمريكي والإسرائيلي، هو يُركِّز بشكل كبير جداً على الإضلال: الإضلال الفكري الثقافي، الإضلال على مستوى الرؤية، والتصور، والفكر، والموقف، وكذلك على مستوى الولاء والتَّوجُّه، والإفساد: الإفساد للنفوس، المحاربة للفضائل والقيم.
وقال السيد: “استمرت المعركة في الحرب الأولى قرابة 3 أشهر في مران التي تقدر مساحتها بـ 5 كم حتى أعلنت السلطة قتل شهيد القرآن ومن تصدى لعدوانها من الأهالي واعتقال وجرح آخرين. موضحا أن السلطة آنذاك تصورت ومعها الأمريكي أنها قضت على المشروع القرآني بممارساتها الإجرامية لتفاجئ بثبات السجناء والمعتقلين فثبت السجناء والتف بقية المنطلقين في خارج السجون حول العلامة الكبير السيد بدر الدين الحوثي في منطقة نشور همدان بصعدة.
وأكد أن سلسلة الحروب التي شنتها السلطة تحت إشراف أمريكي وصلت إلى 6 حروب شاملة وأكثر من 20 حربا جزئية وفي الحرب السادسة تورط النظام السعودي في العدوان مع السلطة بدفع أمريكي لكنه فشل معها. مؤكدا أن السعودي لم يأخذ العبرة من الحرب السادسة لينتبه في المستقبل لتأتي المتغيرات في البلد ببركة ذلك الصمود وتلك التضحيات
وأكد أنه تم الدفع بالسعودي ومن معه في التحالف ليتورطوا في عدوان شامل على بلدنا تحت إشراف أمريكي مباشر.
وأضاف: ” نحن كُنَّا في هذه المسيرة القرآنية، كل المنطلقين في إطار هذا المشروع القرآني، خلال كل هذه المراحل مظلومين مظلوميةً كبيرةً جداً، وليس ظالمين، ومعتداً علينا، ولم نكن معتدين، كان أداؤنا في دفع العدوان، والتصدي للعدوان علينا، مرتبطاً ومنضبطاً وفق تعليمات الله، وفق القيم والأخلاق الإسلامية والقرآنية، وكان الأعداء والمعتدون يمارسون أبشع الجرائم بحقنا”.
وأوضح السيد أن المشروع الصهيوني هو يُقدَّم على أنه مشروع ديني؛ ولـذلك ينطلق المنطلقون فيه بحماس، واندفاع كبير جداً، وله أهداف محددة، هي تدميرية لأُمَّتنا. لافتا إلى أن المشروع الصهيوني يعني: احتلال لأوطاننا الإسلامية والعربية، بدءاً بفلسطين، يعني: تدمير أُمَّتنا، والسيطرة عليها، والبعثرة لها، العمل على القضاء على وجودها الحضاري والمستقل. ولا شك، وبشكلٍ بديهي، أن الخيار الأنجح والأقوى هو: المشروع الذي ينسجم أولاً مع هويتنا الإسلامية والإيمانية.
وأكد أن أقوى دافع وحافز هو عندما نتحرك بمشروع ينسجم مع هويتنا الإسلامية والإيمانية، المشاريع التي لا تنسجم مع هوية الأمة، لن تكون الأمة مستعدةً للتضحية من أجلها بشكلٍ كبير، تتحمل كل الأعباء مهما كانت. وعندما يكون هناك مشروع يستند إلى هوية هذه الأمة، إلى دينها، إلى عقيدتها، إلى ما تؤمن به، يمكن أن يمثِّل- فعلاً- عاملاً مهماً، مؤثِّراً في الاستنهاض للأمة، وفي توعيتها، وفي تعبئتها؛ لأن الأمة بحاجة إلى استنهاض.  لأن  الأمة عانت من إشكالية الجمود تجاه المخاطر، والتفرُّج تجاه الكوارث، والتفريط في المسؤولية منذ بداية المشروع الصهيوني في منطقتنا.
وأضاف: “ليس هناك شيء يماثل القرآن الكريم، في أن يكون في مضمونه، وروحه، وأثره، مؤثِّراً في الأمة، مُحيياً لها من جديد، بمثل ما هو القرآن الكريم. الأمة في حاجة ماسَّة جداً إلى إعادة ضبط مواقفها، وتوجهاتها، وولاءاتها، وعداواتها؛ وفقاً للمبادئ، والتعليمات، والأخلاق الإلهية، التي أتى بها الإسلام في القرآن الكريم، وعلى لسان رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم”.
وتابع: ما هو المشروع الذي ينبغي أن نتحرك فيه نحن كأمة مستهدفة وأي خيار نعتمد تجاه ذلك؟ هل خيار الاستسلام؟ ليس منجيا! هل خيار العمل مع الأعداء؟ هو تمكين لهم واستغلال وخسارة في الدنيا والآخرة
وأكد أن الخيار الأنجح والأقوى لمواجهة الأعداء هو المشروع الذي ينسجم أولا مع هويتنا الإسلامية والإيمانية هذا أول ما ينبغي أن نحسب حسابه في المشروع الذي ننطلق على أساسه. لأن المشاريع التي لا تنسجم مع هوية الأمة لن تكون الأمة مستعدة للتضحية من أجلها بشكل كبير ولن تتوفر الحوافز ولا الدوافع اللازمة لذلك وعندما يكون هناك مشروع يستند إلى هوية هذه الأمة، إلى دينها، إلى عقيدتها، إلى ما تؤمن به يمكن أن يمثل فعلا عاملا مهما مؤثرا في الاستنهاض للأمة فالأمة عانت من إشكالية الجمود تجاه المخاطر، والتفرج تجاه الكوارث، والتفريط في المسؤولية.
وشدد على أن الأمة بحاجة إلى إعادة الضبط في مواقفها؛ لتبقى مواقفها جزءاً من دينها، من أخلاقها، من مبادئها، من قيمها، ترتكز على هوية هذه الأمة، على مبادئها، على قيمها، على تعليمات الله لها. لأن من أسوأ الضلال أن تصل الأمة في إضلال الأمريكي والإسرائيلي لها، وإضلال اليهود لها، إلى درجة أن تُوَجَّه في ولاءاتها وعداواتها، ومن توالي، ومن تعادي، ومن تحارب، ومن تسالم، وتصل إلى درجة ألَّا تعرف من هو العدو الحقيقي لها، هذا من أسوأ الضلال، دون مستوى ما عليه حتى بقية الحيوانات.
ولفت إلى أننا بالعودة إلى هويتنا الإسلامية والإيمانية والقرآن الكريم، نعرف أننا كمسلمين أمة علينا مسؤوليةٌ كبيرة، ولنا دورٌ محدد، يتحتم علينا القيام به، وإلَّا كانت العواقب خطيرة في الدنيا والآخرة وهذا الدور لهذه الأمة في إطار هذا المشروع الإلهي والرسالة الإلهية، أتى الحديث عنه كثيراً في القرآن الكريم، من ذلك قول الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}.
وأضاف أنه ومنذ أن بدأ الصهاينة يتدفقون إلى فلسطين بحماية بريطانية كانت مشكلة الأمة هي الجمود وانعدام الوعي والمسؤولية، وهي إشكالية بارزة واستمرت في كل المراحل. لافتا إلى أن ضعف الوعي والمسؤولية والوازع الديني كانت إشكالية بارزة في مقابل الهجمة الأمريكية الإسرائيلية بعد العام 2000 وتعاظمت حالة الجمود والاستسلام والغفلة للأمة وكبرت وصولا إلى مراحل التطبيع العلني لبعض الأنظمة.
وأكد أن الأمة فعلا مفتقرة إلى استنهاض قرآني يهز الضمير والوجدان ويحيي الشعور بالمسؤولية ويرفع مستوى الوعي ويوجد الدافع والوازع الديني الذي يحرك الأمة، وهو أرقى ما يمكن استنهاضها به فليس هناك شيء يماثل القرآن الكريم في أن يكون في مضمونه وروحه وأثره مؤثرا في الأمة ومحييا لها من جديد. موضحا أن الأمة في حالة انفلات وفوضى في المواقف والولاءات والعداوات، تنطلق لتتبنى أي موقف دون أي اعتبار لا لمبادئ إلهية ولا لتعليمات إلهية ولا غير ذلك. وأضاف: “تتحول الخيانة في واقع الأمة مع هذا الانفلات وهذه الفوضى إلى وجهة نظر، تتحول العمالة للأعداء والقتال معهم ضد أبناء هذه الأمة إلى وجهة نظر و مع الانفلات والفوضى تتحول الجريمة وممارسة الجريمة والطغيان إلى ممارسات عادية تقتضيها التكتيكات العسكرية بمثل ما هي الطريقة الأمريكية والإسرائيلية، الولاءات تُشترى بالمال وتُشترى بمكاسب سياسية محدودة زائفة، بمصالح مادية محدودة منتهية.
وأكد أن المسألة ليست بسيطة بحيث يُعتمد فيها على وجهات نظر مجردة عن المبادئ والقيم والأخلاق في قضية فيها فلسطين والمسجد الأقصى وشعب فلسطيني مهدد بمصادرة حريته واستقلاله وكرامته. موضحا أن فوضى الولاءات مسألة فيها خطر على مقدسات الأمة بشكل عام بما فيها مكة والمدينة ومساحة جغرافية واسعة مهددة بالاحتلال المباشر لأنها ضمن المشروع الصهيوني.
أسوأ الضلال
ولفت السيد إلى أن الأمة بحاجة إلى إعادة الضبط في مواقفها لتبقى مواقفها جزءا من دينها وأخلاقها ومبادئها وقيمها ترتكز على هوية هذه الأمة وتعليمات الله لهان لأن الحال وصل إلى درجة أن الأمريكي والإسرائيلي يحدد لك أنت كمسلم من تعادي، فتتجه لمعاداته بكل وسائل العداء إعلاميا وعسكريا وأمنيا، ويحدد لك من توالي ومن تسالم ومن تحارب. مؤكدا أن من أسوأ الضلال أن تصل الأمة إلى درجة أن تُوَجَّه في ولاءاتها وعداواتها ومن توالي ومن تعادي ومن تحارب ومن تسالم وتصل إلى درجة ألا تعرف من هو العدو الحقيقي لها . وأضاف: “الحيوانات تعرف أعداءها من الحيوانات ولا ترتمي في أحضان أعدائها، وهي حيوانات بغريزتها التي أودعها الله فيها”.
وأضاف: “يصل واقع الكثير من أبناء الأمة دون مستوى الحيوانات إلى الاختلاط والاشتباه في مسألة من هو العدو ومن هو الصديق ومن يحاربون ومن يسالمون”. مؤكدا أن كل التحرك الأمريكي والإسرائيلي هو في إطار عناوين الولاء والعداء، ولذلك عندما تتحرك الأمة منفلتة في مواقفها لصالحهم فهي تشترك في كل ذلك. موضحا أن الموقف من الأعداء ليس مجرد وجهة نظر سياسية وعلاقات سياسية ومصالح مادية ومكاسب هنا وهناك زائفة بل له ارتباط مبدئي وأخلاقي وإنساني وديني.
ولفت إلى أن النشاط العدواني اليهودي الصهيوني الأمريكي الإسرائيلي هو يتلخص في إظلال وإفساد وظلم، والدين له موقف من كل ذلك. مؤكدا أن المشروع القرآني يعود بنا إلى القرآن الكريم للحصول على أعلى مستوى من الوعي والبصيرة والنور والحكمة والرشد والهداية التي فقدها معظم أبناء هذه الأمة. مؤكدا أننا نحن بحاجة ماسة أن نتعرف بوعي عالً عن العدو، عما ينبغي أن نعمل، عن مسؤوليتنا، عن الواقع الذي نعيشه، عن الأوضاع من حولنا، عن التهديدات والمخاطر الوعي في كل شيء، كما أننا بحاجة ماسة لزكاء النفوس في مواجهة الإفساد اليهودي والهجمات الرهيبة جدا التي تهدف إلى إفساد الناس ونحتاج إلى أن نتحصن بالقرآن الكريم لزكاء نفوسنا ولصون كرامتنا الإنسانية وللشعور بالمسؤولية والموقف من شر وعدوان وإجرام الأعداء فعندما نعود إلى القرآن الكريم نعرف بناء على هويتنا وانتمائنا للإسلام أننا أمة عليها مسؤولية كبيرة ولها دور حدده الله لها.
وقال السيد: بعد هذا التشريف الإلهي، هذا الدور العظيم، الذي يقترن به تمكينٌ من الله، وشرفٌ وفضل، كيف تعود الأمة إلى تسليم أولئك الذين انتقل عنهم هذا الدور، طُرِدُوا من ساحة الفضل الإلهي؛ لأنهم هم من وصلوا إلى مستوى فقدان الأهلية بشكلٍ نهائي، كيف تعود الأمة إلى تسليمهم زمام أمورها، وتتحول إلى تابعةٍ لهم ومطيعة، فيما هو خسرانٌ مبين في الدنيا والآخرة”.
 
الإجرام الأمريكي الإسرائيلي
وأوضح أن أمريكا ظلمت وأجرمت بحق الهنود الحمر، وتنهب ثروات الشعوب وتحرمها منها وقتلت أكثر من 4 مليون إنسان معظمهم من العالم الإسلامي خلال الـ 20 سنة الماضية وفق آخر إحصائية أمريكية. مؤكدا أن ما فعلته أمريكا مؤخرا أقل مما فعلته سابقا حيث قتلت الناس بالقنابل النووية والذرية.
وقال السيد: أمريكا مصدر إجرام كبير وعدوانيتها واضحة، أمريكا تتهدد البلدان وتضغط عليها عسكريا وتصنع أفتك السلاح المدمر وتستهدف به الأطفال والنساء والنازحين، أمريكا مصدر نهب للثروات وحرمان للشعوب منها، وكل هذا تقترن به حقائق وأرقام وشواهد كثيرة جدا. أمريكا تستخدم أسلوب الخداع، تقدم الفتات الضئيل للخداع، وتحارب ومعها “إسرائيل” إقامة العدالة أو أي توجه صحيح.
وأكد أن القوى الأخرى في العالم لا تمتلك المقومات الأخلاقية والمعرفية للوقوف بوجه الشر الأمريكي والتصدي له. لافتا إلى أن هناك قوى في الساحة العالمية تناهض أمريكا وتنافسها لكن منافسة اقتصادية سياسية لا تمتلك المشروع الإلهي والقيم الإلهية. لافتا إلى أن هناك كيانات شُكّلت مثل محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية ومجلس أمن والأمم المتحدة، ودورها في الأساس هو ضد المستضعفين فأمريكا فرضت على الجنائية الدولية عقوبات ولم تعد تحترم القضاء كما يقدمون أنفسهم، كما أن كثيرا من الدول تسخر من الجنائية الدولية، وقراراتها لن تلقى لها أي قابلية في الواقع عند أكثر الدول.
وشدد على أن الساحة العالمية تفتقر إلى إعادة الاعتبار للكرامة الإنسانية وللأخلاق وللعدالة ولإقامة القصد. مؤكدا أن الصهيونية وأذرعها أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا، ومن يدور في فلكهم والنظام الغربي يشكلون خطورة على بقية الشعوب. وأضاف: ترامب اتخذ قرارا بتغيير اسم الخليج المكسيكي إلى الخليج الأمريكي مصادرا على المكسيك حقوقها ومتجها إلى السيطرة على بلدان هناك.
كما خاطب السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي العرب والمسلمين قائلا: نحن نقول لِأُمَّتنا: ما يريده الله لكم، يا أيها العرب، يا أيها المسلمون، ما يريده الله لكم هو أرقى وأعظم مما تطمحون إليه من ارتهانكم لأعدائكم، الذين لا يريدون لكم أي خير إطلاقاً؛ وإنما يريدون استغلالكم، والاستفادة من إمكاناتكم، الله يريد لكم أن تكونوا أنتم سادة الأمم وقادة المجتمع البشري، في إطار أمريكا ومع “إسرائيل” لن تكونوا إلا عبيدا لهم، خانعين وظالمين ومفسدين وداعمين للمنكر وساقطين إنسانيا وأخلاقيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى