الأخبار

الرزامي : «كم نحنُ بحاجة لأن نكون من أصحاب الإمام الحسين»

فجر اليوم //

ألقى الشيخ المجاهد عبدالله عيضة الرزامي كلمة هامة في ذكرى عاشوراء العاشر من محرم، ذكرى استشهاد الإمام أبي عبدالله الحسين « فاجعة كربلاء ».

وقال الرزامي :” إن يوم العاشر من محرم، إن ذكرى استشهاد الإمام أبي عبد الله الحسين بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليه، واستشهاد أهل بيته من أبنائه وأبناء أخيه وأبناء عمومته ومن أصحابه الأوفياء الذين عبر عنهم صلوات الله عليه قائلا «إني لا أجد أبر وأوفى من أصحابي»… وفعلا نجد السجل التاريخي يذكر كل من وقفوا بجانب الإمام الحسين في تلك المصيبة وتلك الفاجعة بأنهم أولاء و أبر من وقفوا في الأحداث الجسيمة طوال التاريخ كله”.

واضاف الرزامي قائلا «من المهم على الأمة الإسلامية اليوم أن تتعلم من أولئك الرجال الذين صمدوا ووقفوا مع الإمام الحسين في وقت الشدة والأمام الحسين أحلك الظروف، ومثل هؤلاء الأوفياء الأتقياء البررة الصادقين وقفوا وقد أحاط بهم الأعداء من كل زاوية.


وأضاف قائلا :” نذكر أن مقولة السيد القائد حسين الحوثي حين قال: “حين نتحدث على فاجعة كربلاء لا نتحدث عن الجانب العاطفي فقط رغم أهميته في الموقف الذي حصل ويعكس مدى وحشية الأعداء وذلك الظلم والعنجهية الموحشة، فمن الضروري أن نذكر حادثة كربلاء و نستلهم الدروس والعبر منها».
حادثة كربلاء لم تكن وليدة يومها، فما وصلت الأمة إلى أنها تتنكر لآل بيت النبي وتقف بجانب أبناء آكلة الأكباد يزيد وأبوه وجده ممن كانوا أول العملاء في التاريخ الاسلامي، فقد كانوا عملاء لليهود وللنصارى والرومان بقيادة هرقل الذي استدعاء ابو سفيان لـ يسأله عن نبوءة محمد (ص) وهذه من الشواهد التاريخية بالعمالة الاولى لأعداء الإسلام، بالإضافة إلى إبنه معاوية الذي كان العميل الأول للرومان ومؤامراتهم على آل النبي محمد صلى الله عليه وسلم”.

فعندما نقول يجب أن نستلهم الدروس والعبر، فإننا نستلهم أن أولئك العملاء لهم اشباههم اليوم ممن يتوارثون العمالة للإمريكان والصهاينة، فما دفع الأمة الإسلامية إلى الوقوف بصف الباطل إلا الحرب الإعلامية والثقافية وو لعملاء الرومان وأذنابهم، حتى أصيب الكثير من رجال الأمة الإسلامية وقتها بحالة سكوت خوف طمع جشع، وهذا ما يجب علينا أن نأخذ به ونستلهم الدروس من هذه الحادثة، وليس الموضوع قصة (خرج الامام الحسين وقتلوه) كما يصور البعض.

وأردف بالقول : “أن يزيد وبن مرجانه استطاعوا خداع أهل الكوفة حيث صوروها على أنها حاضنة لآل بيت النبي، ولا أصدق أنها حاضنة فالحاضنة هي التي تقف بالنفس بالمال بالموقف بالفكر بالجهاد هذه هي حاضنة أهل البيت وليس مجابر كلامية، فالتخاذل الذي حدث عند من كانوا يدعون محبة آل البيت فليسوا من شيعة آل البيت من شيء”.

وقال : “الوفاء والبر هي أهم صفتين يجب أن يتحلى بها الرجال، فالاوفياء حتى حين يقاتلون أعداءهم يقاتلون بمصداقية دون أي خيانة في أكثر الموقف بإستثناء المواقف الأخرى التي تحتاج إلى روية وسياسية، فهناك معايير ومقاييس يقاس فيها كل مسلم وعلى قدر نسبة الوفاء عند المسلم يكون قدر إيمانه، فالوفاء ليس بكثرة الركوع والسجود وأداء النوافل والمظهر بل على قد الوفاء” …«لم اجد أوفاء ولا أبر من أصحابي» مقوله عظيمة قالها الأمام الحسين، الوفاء هو الدين كله وهو الغناء كله وهو الإنسانية كاملة وهو الكمال كله، فالحديث عن كربلاء حديث عن رجال ونساء اوفياء جسدوا موقفا عظيما في تاريخ الأمة المحمدية.

كان وفاء النساء في حادث كربلاء درسا عظيما في تاريخ الأمة، المرأة التي أخذت عمود الخيمة وهرعت تذود على الإمام الحسين وهو تردد قائلة (اضربكم بضربة عنيفة… دون بني فاطمة الشريفة) وقاتلت حتى قتلت، هذ درس كبير لتجسيد معنى الوفاء، فالوفاء هو المصداقية وهو الإحسان وهو الايمان بكل تجلياته.

عندما نتحدث عن العدالة والوفاء في دور المرأة في حادثة عاشوراء، لا يمكننا إلا أن نتذكر دور السيدة زينب بنت علي في هذا الحدث التاريخي، فقد كانت المرأة الشجاعة التي قامت بنقل رسالة العدالة والحق من كربلاء إلى العالم، استشهد الإمام الحسين وجميع رفاقه في معركتهم ضد الظلم والطغيان. وبينما كان الإمام الحسين يعاني من جروحه المميتة، كانت السيدة زينب تقف إلى جانبه، مؤكدة على أهمية الوفاء و العدالة والحق.

وأشار قائلا : ” أصحاب الإمام الحسين كانوا من النوعية التي تمتلك الوفاء، ولذا فقد تبخرت كل الاوصاف الثانية في هذا الموقف ولم يعد للألقاب والاسماء من (عالم وفقية وصحابي وتابع والعالم الفلاني والشريف الفلاني) كلها لم تعد لها قيمة أمام وفاء الرجال من أصحاب الإمام الحسين، لهذا إن من المهم على الإنسان أن يربي نفسه منذ الصغر ويوطن نفسه على الوفاء على البر، حتى نجد أمة تستحق أن نطلق عليهم «حسينيون».

واختتم بالقول :” كم نحن بحاجة لأن نكون من أصحاب الإمام الحسين اليوم وكم هي الأمة بحاجة لذلك، فأصحاب النبي محمد ( ص) ليس من شافوه ووجدوا في عصره بل من كانوا أوفياء معه، وأصحاب الإمام الحسين عرفوا بالوفاء لدرجة بأنه قال مقولته الشهيرة فيهم « «لم اجد أوفاء ولا أبر من أصحابي» فالتركيز على معدن الإنسان جانب مهم ولا بد أن يكون معدن المسلم متميز بالوفاء.”

هذا ونشر حساب محور همدان بن زيد عبر قناته باليوتيوب كامل المحاضرة بالرابط:

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى