الدراما اليمنية ما بين سخافة التهريج وديكور كريستال
الدراما اليمنية ما بين سخافة التهريج وديكور كريستال
فجر اليوم//
قُلتُهَا سابقًا وما زلتُ أقولها الآن. صناعة الدرما اليمنية شكلية جدًا لستُ ناقدًا مختص لكي أُحيل العمل الفني المتعوب عليه إلى ركام ولكني مشاهد عادي من عامة الجمهور الذي لن تخطئ عينه وذائقته تلك المهازل التي مازالت قنوات التلفزة المحلية ومؤسسات الإنتاج الدرامي تمررها علينا دون خجل.
فما شاهدناه طيلة العقود الماضية من أعمال فنية لم ترتقي إلى أدنى مستوى فني خَلاَّق إلا القليل من تلك الأعمال الفنية التي غاب صانعوها عنا ولم نعد نشاهد حضورهم اليوم. وهنا نضع علامة استفهام كبيرة أين ذهب هؤلاء الكبار؟!
ولأن معظم المخرجين اليوم – وليس الكل طبعًا – مُهرِّجين أصبحنا نفتقد لمضامين العمل الفني الجميل الذي يعكس ثقافتنا وحضارتنا وعاداتنا وتقاليدنا كيمنيين بصورة راقية أمام العالم، وقد لاحظنا مؤخرًا اختفاء الكتّاب وحل محلهم مالكي مؤسسات الإنتاج الذين أصبح لهم حضورًا لافت في التأليف وإدارة العمل الفني وحتى الإخراج، ولسنا بصدد الإعتراض على ذلك طالما والنتيجة عمل فني راقٍ وجميل، ولكن للأسف ما نشهده اليوم يعد تزيفًا حقيقيًا بحد ذاته لمضمون الفن الجميل في معظم المسلسلات الدرامية المحلية وتماهيًا لافت وبقوة مع كل ما هو سخيف وساذج، كحضور النكات السخيفة وضعف البناء الدارمي الشَيّق وتشويه الواقع وعدم إسقاط قضاياه المصيرية بطريقة هادفة ومؤثرة تؤدي الرسالة المطلوبة، وإن حدث عرضًا لقضايا كالصراعات والثارات أو خلافها كتسليط الضوء على شخصية مؤثرة أو إبراز ثقافة محلية أومعلم ثراثي في بلدنا وهو نادر بحد ذاته فإنهم يجعلون من “الحبة قُبة” على حد قول المثل الشعبي ونفقد عنصر التشويق ومضمون الجمال الفني المعبِّر بالقيم الجمالية فيما هو جميل وقيم الجمال في ماهو قبيح على السواء، فنجد المبالغة حاضرة في الجمال والقبح معًا حينها يصبح المشهد تهريجيًا بامتياز والذي شاهد مسلسل “حاوي لاوي” لن تخطىء عينه الكم الهائل من المهزلة التي أحالت المسلسل إلى ركام من التفاهة والتهريج وغيره الكثير من المسلسلات التي عرضتها قنوات التلفزة المحلية خلال العقود الأخيرة. أما بالنسبة للجانب الآخر وهو المعضلة الحقيقية التي نعاني منها لغاية الآن فقد أصبح الهم الأول من وراء إنتاج العمل الفني الربح المادي وهذا ما لاحظناه ونلحظه آنيًا وكل ذلك على حساب المضامين
Moussa Heba