
حمّل قائد حركة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، بعض الأنظمة العربية، وعلى رأسها النظام السعودي، مسؤولية دعم العدو الصهيوني وتمكينه من مواصلة عدوانه الوحشي على قطاع غزة، من خلال التعاون الاقتصادي وفتح الأجواء والمطارات أمام طائراته الحربية.وقال الحوثي، في كلمته الأسبوعية اليوم الخميس حول مستجدات الأوضاع في المنطقة، إن الطائرات التي تلقي القنابل الأميركية على الشعب الفلسطيني في غزة تتحرك بوقود عربي، والدبابات التي تجتاح القطاع تقتل الأطفال والنساء بفضل النفط الذي توفره أنظمة عربية متواطئة مع كيان العدو.واعتبر أن حالة الصمت والتخاذل الرسمية في الدول العربية انعكست على الشعوب، مضيفًا: “هناك قرار رسمي في معظم البلدان العربية بتجميد أي موقف شعبي متضامن مع الفلسطينيين، بل إن التظاهر والنشاط المناصر لفلسطين بات محظورًا في كثير من العواصم العربية”.وأشار إلى أن أنظمة عربية باتت علنًا في صف العدو، قائلاً: “بعض الأنظمة، تحت لافتة التطبيع، فتحت أجواءها ومطاراتها للعدو، بينما السعودية بشكل خاص لم توقف هذا التعاون لحظة واحدة”. وأضاف أن بعض هذه الأنظمة أرسلت شحنات ضخمة من المواد والبضائع إلى العدو، في وقت يُجَوَّع فيه حتى الأطفال الرضع في غزة.وأكد الحوثي أن “22 مليار دولار قدمتها أمريكا في عدوانها على غزة، كانت من التريليونات العربية”، مشددًا على أن حالة الجمود التي تشهدها الشعوب العربية سببها قرارات القمع الرسمية، ومضى بالقول: “كثير من الأصوات الحرة تُقمع بوحشية في أوروبا وأمريكا، وهو ما يكشف زيف ادعاءاتهم بحرية التعبير”.ورأى أن الصمت عن الجرائم الصهيونية لم يعد مقبولًا، داعيًا إلى مواقف عملية تتجاوز بيانات الإدانة والشجب، وقال: “العدو الصهيوني يتكئ تمامًا على الأمريكي، ولا يبالي بأصوات العالم”.وفي حديثه عن الموقف الإسلامي، لفت إلى أن “أمةً تعدادها مليارا مسلم تملك من القدرات ما يؤهلها لأن تصنع موقفًا قويًا”، لكنه أشار إلى أن الاستثناء في الأمة هو من يقف بصدق إلى جانب القضية الفلسطينية، مضيفًا: “الحالة العامة هي الخذلان، وفي المقدمة العرب”.وأكد أن العدو يعيش حربًا دعائية يحاول من خلالها تجميل وجهه القبيح والبشع، لكن الحقيقة لم تعد تُخفى: “نظرة العالم لهذا العدو كمجرم متوحش تقلقه، وتدفعه لمحاولة قلب الصورة، لكنه يفشل دائمًا”.وأكد على ضرورة وعي الأمة لحجم الجريمة وارتباطها المباشر بالتواطؤ العربي الرسمي، مشددًا على أن “من يسكت اليوم شريك في سفك الدم الفلسطيني، ومن يمد العدو بالنفط والمال فهو شريك مباشر في القتل والإبادة”.