اندلعت مواجهات مسلحة، ظهر اليوم الأحد، بين فصائل أمنية موالية للإمارات في وسط مدينة عتق، مركز محافظة شبوة، في سياق صراع متصاعد على الجبايات المفروضة على أسواق القات، في مشهد جديد من الفوضى التي تعيشها المحافظة النفطية.وقال مصدر محلي لـ”المساء برس” إن الاشتباكات نشبت بين عناصر من قوات النجدة ومسلحين يتبعون فصائل ممولة إماراتياً، بعد خلاف حول أحقية كل طرف بتحصيل الجبايات من باعة القات في أسواق المدينة.وأكد المصدر أن الاشتباكات تسببت بحالة من الهلع والذعر في أوساط المواطنين، فيما فرت أعداد من الباعة من السوق تاركين بضائعهم وسط إطلاق النار، دون أن ترد حتى الآن أنباء عن سقوط ضحايا أو حجم الخسائر.وتشهد محافظة شبوة حالة من الانفلات الأمني منذ أن فرضت الإمارات عبر فصائلها سيطرة شبه تامة على المحافظة مطلع العام 2016، بالتوازي مع تغييب ممنهج لمؤسسات الدولة، وخلق كيانات أمنية موازية تحت أسماء مختلفة، أبرزها “دفاع شبوة” و”العمالقة” و”النجدة” وغيرها من التشكيلات المدعومة مالياً وتسليحياً من أبوظبي.وبحسب المصادر، فإن هذه الفصائل تتقاسم الجبايات على الأسواق والطرقات والمنشآت المحلية، وسط غياب تام لأي رقابة أو إدارة موحدة، الأمر الذي فاقم من حدة الصراعات المسلحة، لا سيما في المدن الرئيسية كعتق.وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من المواجهات المتكررة بين الفصائل المحلية التابعة للتحالف السعودي الإماراتي، في ظل صراع النفوذ بين القيادات الميدانية والجهات الداعمة، وما يترافق معه من انهيار في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والصحة والتعليم، مقابل تدفق عائدات المحافظة إلى حسابات الفصائل النافذة دون أي انعكاس على حياة السكان.وتعد فوضى الجبايات واحدة من أبرز ملامح الصراع بين فصائل التحالف في الجنوب، إذ أصبحت أداة للإثراء الشخصي ومصدر تمويل أساسي للفصائل، وهو ما ينعكس في شكل مواجهات دامية، تُظهر عجز ما يسمى بـ”الحكومة الشرعية” عن ضبط المشهد أو إدارة أي من موارد الدولة.
