اتفاق السعودية وايران لطمة لواشنطن وقرب نهاية حصار سورية
بسام أبو شريف// فجر اليوم //
اصبح واضحا الآن ان المواقف التي تتخذها السعودية موقفا وراء موقف منذ القمة التي عقدت في الرياض بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي ودول عربية أخرى منذ ذلك التاريخ تسعى السعودية لاستخدام هذا الحلف الجديد واتفاقية التعاون الجديدة مع الصين لاستخدامها في تحسين علاقاتها في المنطقة وفي تقوية استقلالية قرارها من ناحية أخرى وفي كف اليد الامريكية الى حدود لا تقوم بموجبها الولايات المتحدة بفرض المواقف فرضا على الرياض .
ما جرى في بكين شيء يشبه المعجزة فقد تمكنت الصين من التوفيق بين الإيرانيين والسعوديين على مستوى عال جدا وهو مستوى مجلس الامن القومي في البلدين التوفيق بينهما على حسن الجوار وان الحل لكافة المشكلات العالقة بين البلدين لا يتم الا بالحوار والدبلوماسية وليس بالاشتباك والتآمر والإرهاب وضرب كل عاصمة للعاصمة الأخرى واتفق الجانبان على ان تفتح السفارتين فورا أي خلال شهرين وان يجتمع وزيرا الخارجية السعودي والإيراني من اجل تفعيل هذا الاتفاق ووضع كل الآليات اللازمة لتطوير العلاقات بين الجانبين وطرح حلول دبلوماسية للمشاكل العالقة بين البلدين ، جدير بالذكر هنا ان الجانب الإيراني اعلن ان المباحثات كانت صريحة وواضحة ومباشرة وبلا غطاء وان الطرفات تفهما بعضهما على بعض واتفقا على ان الحوار والدبلوماسية هو الطريق لحل الخلافات بينهما وحسب تقديري فوجئت إسرائيل وفوجئت واشنطن وفوجئت أيضا عمان التي كانت قد غطست كثيرا في محاولات للتوفيق بين انصار الله من ناحية والسعودية من ناحية أخرى إيجاد حل لمشاكل اليمن حلا يمنيا يمنيا الا ان العمانيين لم ينجحوا في هذا وربما كان السبب ان السعودية ومن يرسم سياسة السعودية رأى ان هذا الامر ثمين جدا ولذلك يمكن ان يعطى كورقة قوية للصين بحيث تتمكن الصين من تنفيذ تعهداتها بالاتفاق المشترك الذي وقع مع السعودية دون تردد مقابل ان تسعى الصين مع طهران لايجاد حلول لخلافات طهران طرف أساسي فيها كما يجري في ازمة ومشكلة وحرب اليمن كما انه جدير بالملاحظة ان هذا التطور الهام والذي تعتبره الدوائر الصهيونية تطور خطير جدا ومفاجيء اذ انها كانت تراهن على ان تنضم السعودية ليس الى الصين وحلفاء الصين بل ان تنضم الى حلف إبراهم وحلف ابراهم الذي تقوده إسرائيل وليس الصين ، كل نظريات نتنياهو حول استخدام أجواء السعودية وارض السعودية وقواعد السعودية أصبحت في دائرة الشك الكبير خاصة اذا كان هذا الاستخدام يستهدف ايران فقد جاء في البيان المشترك ان الدلتين لن يقوما باي عمل عدائي ضد بعضهما البعض ولن يسمحا لااي طرف استخدام اراضيهما في الحاق الضرر بالطرف الآخر واظهر البيت الأبيض في بيانه المقتضب انه لم يكن على علم بذلك رغم انه قال انه على علم فقد قال البيت الأبيض لدينا معلومات حول قرار إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران .
هذا يعني ان البيت الأبيض علم بالنتائج وانه لديه علم بالنتائج ولم يكن له علم بما يجري في ستة الشهر 6 آذار في بيكين بين الامن القومي الإيراني والامن القومي السعودي برئاسة الصين التي وفقت بين الطرفين وجعلتهما يوقعان على اتفاق ينص على عدم الاعتداء وإعادة العلاقات الى طبيعتها وتنمية التعاون وحل كافة الخلافات لالحوار والدبلوماسية وبدأت الدول الأوروبية تصحى الواحدة تلو الأخرى من هول الصدمة هذه الصدمة التي سجلت فيها الصين انتصارا دبلوماسيا كبيرا اكبر بكثير مما حقق وزير الدفاع الأميركي في جولته في الشرق الأوسط وزيارته لإسرائيل واكثر مما حقق بايدن في جولته الشرق أوسطية قبل ذلك ، الصين بدأت تلعب دورا حساسا وهادفا ومنتجا في الشرق الأوسط فان إعادة العلاقات بين الرياض وطهران سوف يسهل على الصين لعب دور في إيجاد حل يرضي الشعب اليمني ويوفق بين اطرافه ويعيد الاستقلال والسيادة لليمن بضمانة صينية وضمانة المعسكر الاشتراكي الذي اعلن رئيس الصين بعد انتخابه لدورة ثالثة اعلن انه يتعهد ببناء الدولة الاشتراكية الديمقراطية في الصين بهذا يكون رئيس الصين قد اعلن الهوية الأيديولوجية للتحرك السياسي الصيني أي إقامة النظام الاشتراكي الديمقراطي وهو نتيجة الصراعات على مدى عقود بين ايديولوجيات ثبت ان بعضها لا يلائم الدول المختلفة وثبت أيضا انه لا يمكن ان تركب أيديولوجية من خارج الاناء ومن خارج الأسس التي يعيش عليها مجتمع ما لتفرضها فرضا عليه لكل مجتمع خصوصياته وها هي الصين ترى ان الاشتراكية الديمقراطية وليس الشيوعية القديمة ترى انها هي الحل الذي سيجلب العدل على اكبر نطاق ممكن للشعوب وللمواطنين كذلك لا بد ان يكون لهذه الخطوة الخطيرة التي قامت بها الصين ردود فعل وانعكاسات على الساحة السورية فقد سمعنا الممثل الاممي لايجاد حل سياسي في سوريا يقول ان موقف المعارضة التي ترفض الاجتماع للجنة الدستورية هو موقف عبثي وهذا لا يدفع باي تقدم للامام وبدأت من خلال علاقة الصين الجديدة والمؤثرة بالرياض وعلاقة الصين الاستراتيجية مع طهرات سوف نرى احتمالات كبيرة لتطور الوضع في سوريا من اجل فك الحصار وإعادة الاستقلال والسيادة للسوريين على ارضهم فماذا سيفعل الرئيس اردوغان تقديري الشخصي ان اردوغان سوف يحاول ان يلحق بالركب ويدخل في السباق فكون السعودية امسكت بالاسنة والرماح في عملية الشرق الأوسط من حيث مشاكلها الدموية وهي في اليمن وهي في ايران وهي في العراق وهي في سوريا فان السعودية تهيء نفسها للتحرك من اجل إقامة العلاقات مع سوريا ولايجاد حوار لحل المشاكل على طريقة حل المشاكل بين الرياض وطهران فلا شك ان الصين ستلعب دورا كبيرا من اجل جمع السوريين مع السعوديين وهذا يتوازى ويتواكب مع الاجتماع الذي سيعقد هذا الأسبوع بين ايران وسوريا وتركيا وروسيا حول الوضع في سوريا .
ما حدث هو يبدو كالاعجوبة لكنه حتما يفتح باب الامل من اجل التوصل الى حلول ترضي شعوب المنطقة وتعيد لها حريتها وتعيد لها ثرواتها المنهوبة .
لقد تحدثنا حول احتمالات انعكاسات هذه الخطوة الماجئة الإيجابية والتي رعتها بكين بين طهران والرياض أي تاثيراتها على الساحة السورية ومسار فك الحصار عن الجمهورية العربية السورية وانهاء الاحتلالات لارضها .
ضمن ردود الفعل التي سمعناها وما زلنا نسمعها حول هذه الخطوة موقف الإدارة الامريكية التي قالت بكل بساطة وأعلنت بذلك انها فوجئت فقد قالت لقد علمنا بالتوصل لاتفاق لاعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران أي انها لم تكن تعرف ان مفاوضات بدأت في السادس من شهر آذار وانتهت في العاشر أي تزامنا مع جولة وزير الدفاع الأميركي في المنطقة انه تزامنا معها كانت هنالك مفاوضات استراتيجية وخطيرة أدت الى نتائج إيجابية سوف يكون لها انعكاسات كبيرة جدا في المنطقة الآن من ضمن هذه الانعكاسات تصريح وزارة الخارجية الصينية التي في نوع من التعقيب على تعليق البيت الأبيض حول هذه الخطوة قالت الخارجية الصينية لقد آن الأوان ان تنهي الولايات المتحدة احتلالها للأرض السورية لقد حان الأوان لرحيل القوات الامريكية غير الشرعية موجودة على الأرض السورية ربما يعطينا هذا بعدا آخر لانعكاسات هذه الخطوة المفاجئة والكبيرة والخطيرة .
كاتب وسياسي فلسطيني