
أظهرت بيانات إسرائيلية رسمية عن بلوغ تعويضات الأضرار التي لحقت بالممتلكات جراء القصف الإيراني أكثر من 2.6 مليار دولار حتى الآن، دون احتساب الخسائر التي وقعت خلال الساعات الأخيرة من الحرب، أو تلك التي لم تقدم بشأنها مطالبات بعد.صحيفة كالكاليست العبرية، نقلت عن سلطة الضرائب الإسرائيلية أن عدد طلبات التعويض المقدمة بلغ نحو 39 ألف طلب عقاري، فيما تم إجلاء أكثر من 11 ألف مدني من منازلهم وتحويلهم إلى فنادق على نفقة الدولة، وسط تقديرات بأن تتجاوز المطالبات في نهاية المطاف 45 ألف حالة.الصحيفة أشارت إلى أن هذه الأضرار “هي الأعلى على الإطلاق خلال فترة قصيرة بهذا الحجم”، حيث تكبدت إسرائيل خلال 12 يوماً فقط ما يعادل ضعف الخسائر المالية التي تحملتها منذ بداية الحرب على غزة، والتي بلغت آنذاك 2.6 مليار شيكل فقط.وتوقعت مصلحة الضرائب الإسرائيلية أن تصل تعويضات الممتلكات والعقارات وحدها إلى أكثر من 5 مليارات شيكل، في حين أعلنت وزارة المالية عن خطة تعويض موازية للشركات بتكلفة تقارب 4 مليارات شيكل إضافية، ما يرفع إجمالي الفاتورة إلى 9 مليارات شيكل (نحو 2.6 مليار دولار)، وهو كامل الرصيد الموجود في صندوق التعويضات حتى يونيو 2025.تحذيرات من نفاد السيولة.. وصندوق عاجز عن تغطية الأزمات المقبلةالصحيفة العبرية حذرت من أن هذا الاستنزاف الكامل لصندوق التعويضات يعني أن أي تصعيد مستقبلي – سواء من إيران أو من جبهات أخرى – قد لا تتمكن الحكومة الإسرائيلية من تغطيته، مما يفتح الباب أمام أزمة مالية داخلية أو حاجتها إلى مساعدات خارجية طارئة.وفي هذا السياق، أطلق وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش تصريحاً مثيراً، طالب فيه دول الخليج بتحمل جزء من تكاليف الحرب والخسائر التي لحقت بـ”إسرائيل”، في لهجة بدت صادمة ومشحونة سياسياً، وتطرح تساؤلات عن طبيعة هذه المطالبة، هل جاءت في إطار تفاهمات خفية؟ أم أنها محاولة للضغط العلني على الدول التي تربطها بإسرائيل اتفاقات تطبيع اقتصادية وأمنية؟أضرار لم يشهدها الكيان الإسرائيلي من قبلمدير مصلحة الضرائب، شاي أهرونوفيتش، وصف الوضع بـ”غير المسبوق”، قائلاً: لم نشهد في إسرائيل مثل هذا الحجم من الأضرار في فترة زمنية قصيرة.وبحسب التقرير، فإن قائمة المباني المتضررة تشمل حتى الآن 30 مبنى معداً للهدم بالكامل، بينما لم تُحصى بعد الأضرار التي لحقت بمدينة بئر السبع التي تعرضت لهجمات في اليوم الأخير من القصف.الحرب لم تنتهي.. والصدمة مستمرةالمراقبون يرون أن التكلفة الاقتصادية الحالية ليست سوى رأس جبل الجليد، وأن الخسائر العسكرية والمعنوية والدعائية التي تكبدها الكيان في هذه الجولة مع إيران قد تتطلب سنوات للتعافي منها، في ظل اهتزاز ثقة الرأي العام الإسرائيلي بمنظومة الحماية الداخلية، وتزايد الضغوط على الحكومة في ملف التعويضات والعجز المالي.