حكايا
أخر الأخبار

مقتطفات المحاضرة الرمضانية التاسعة للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي 10 رمضان 1445هـ 20 مارس 2024م

– الإنسان أحياناً قد يتساءل تجاه ما قد يخفى عليه وجه الحكمة فيه، تجاه تشريع ثابت من تشريعات الله سبحانه وتعالى، ثم يحصل لدى الإنسان اضطراب، أو تساؤل، أو إشكال؛ لأنه خفي عليه وجه الحكمة، فنرجع إلى القاعدة الإيمانية بأن الله سبحانه وتعالى هو العليم الحكيم، يعلم ونحن نجهل، هو سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين
– أحياناً قد يكون الإشكال عائداً إلى مسألة النظر من زاوية واحدة، مثلما حصل للملائكة عليهم السلام، حيث نظروا إلى مهمة الاستخلاف في الأرض
– هناك أدواراً متنوعة، متعددة، في إطار العبودية لله سبحانه وتعالى، وأن دور الإنسان هو في إطار العبودية لله جل شأنه، لكنه يختلف عن دور الملائكة، وهذه مسألة مهمة جداً.
– مما نستفيده من القصة، ونحن نجد الفارق الكبير في المواقف الثلاثة في منشأ أسباب الموقف، وفي التعامل مع ما أتى اتجاه ذلك
– كان انقياد الملائكة انقياداً تاماً لأمر الله سبحانه وتعالى بالسجود لآدم، فالنتيجة بالنسبة لهم كانت الارتقاء في الهداية، وأن ما حصل بالنسبة لهم كان درساً عظيماً استفادوا منه؛
– أما في موقف إبليس فنجد الفارق الكبير، منشأ موقفه هو التكبر، هو الاتهام لله سبحانه وتعالى في عدله وحكمته، هو الغرق في الأنانية، والتمحور حول الذات، أصبح يعبد نفسه بدلاً من أن يعبد الله فكانت النتيجة رهيبة بالنسبة له تحول إلى لعين، وإلى مطرود من رحمة الله
– أحياناً الموقف الواحد قد تكون خطورته إلى درجة أن يصرف الإنسان عن نهج الحق، وعن دين الله سبحانه وتعالى، وأن يخرج عن طريق الحق خروجاً نهائياً، لا يعود إليه بعد ذلك أبداً والعياذ بالله.
– أما في موقف آدم وحواء فنجد أن مخالفتهم للنهي من أكل الشجرة كانت زلة، أوقعهما الشيطان فيها بخداعه وهو استمر في عملية الخداع لهما، وكرر أسلوبه، أو كرر مسعاه بأساليب متعددة، وصولاً إلى القسم لهما بالله إنه لهما ناصحاً
– هما وقعا في تلك الزلة نتيجةً لذلك الخداع والتغرير، مع النسيان وضعف العزم، ثم هما بادرا بالتوبة والإنابة إلى الله، التوبة الصادقة، توبة آدم عليه السلام يضرب بها المثل، هي توبةٌ عظيمة بادر إلى الله جل شأنه تجاه مخالفته لذلك النهي
– توبة آدم وحواء عليه السلام كانت توبةً نصوحاً، وعودةً صادقةً إلى الله سبحانه وتعالى، واعترافاً بالذنب، وندماً شديداً عليه، وبمبادرة سريعة جداً، بالرجوع إلى الله جل شأنه، مع الحذر والانتباه في المستقبل
– نجد فوارق في المواقف الثلاثة ما بين موقف الملائكة في تساؤلهم، والنتيجة التي وصلوا إليها، وهي الارتقاء في الهدايا، والانتباه، وما بين موقف إبليس – والعياذ بالله – في عناده، في إصراره، في رفضه للتراجع عن انحرافه في موقف آدم، سواءً في كيفية وقوعه في مخالفة النهي، أو ما بعد ذلك بالمبادرة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى.
من أهم الدروس المستفادة من موقف الملائكة، حينما تنبهوا بهداية الله لهم إلى الاستحضار لمقتضى إيمانهم فيما بعد، يعني لم يستحضروه مبكراً وقت السؤال، لكنهم وصلوا إلى تلك النتيجة: الإيمان بأن الله عليمٌ حكيم فهذا درسٌ في أهمية الاستحضار مسبقاً، لمقتضى ما يؤمن به الإنسان، هذه مسألة مهمة جداً،
– نحن في واقعنا كمسلمين نؤمن بالله ونؤمن بأسمائه الحسنى، ولكن كثيراً ما ننسى مقتضى هذا الإيمان في الواقع العملي، وفي الوقت والظروف التي ينبغي فيها استحضار ذلك الإيمان
– على سبيل المثال نحن نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى هو القوي العزيز، القاهر فوق العباد، المهين على الخلائق، عالم الغيب والشهادة، وأنه على كل شيءٍ قدير، مقتضى هذا الإيمان الثقة بالله سبحانه وتعالى، والثقة بوعده،
– {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} عَزِيزٌ نلاحظ هنا وعداً من الله سبحانه وتعالى بالنصر لعباده المؤمنين، إن هم استجابوا لله ونصروا الله وحملوا راية الجهاد وتحركوا في سبيل الله، في مواجهة الطغيان، والظلم، والإجرام، والاستكبار
– نجد الكثير من المسلمين يعيشون حالة أزمة الثقة، الثقة بتنفيذ وعد الله سبحانه وتعالى، وبإمكانية النصر، مع أن الوعد وعدٌ مؤكد في {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ}، صيغة بنفسها: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ} فيها تأكيد على هذا الوعد الإلهي.
– {إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، عندما نستحضر إيماننا بأن الله قويٌ، مهما كانت قوة أعدائنا وإمكاناتهم، فنحن سنثق بالله أنه قادرٌ على أن ينجز وعده بالنصر؛ لأنه القوي، وهو العزيز أيضاً، الذي لا يستطيع أحدٌ أن يُغالبه، وأن يغلبه أو أن يحول بينه وبين تنفيذ ما يريد وبين تنفيذ وإنجاز وعده.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى