فجر اليوم //
أعلنت جماعة “أنصار الله” اليمنية، مغادرة وفد رسمي منها إلى السعودية لأداء مناسك الحج للمرة الأولى منذ انطلاق عمليات التحالف العربي بقيادة المملكة في 2015.وذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” التي تديرها “أنصار الله” في صنعاء، أمس الاثنين، أن “وفدا من وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة (في حكومة الإنقاذ الوطني المشكلة من الجماعة) غادر مطار صنعاء الدولي متوجها إلى المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج والعمرة للعام الهجري 1444”.
وأوضحت أن “الوفد يضم نائب وزير الإرشاد وشؤون الحج فؤاد ناجي و وكيل قطاع الحج والعمرة في وزارة الإرشاد عبدالرحمن النعمي، واللواء الركن يحيى عبدالله الرزامي (رئيس اللجنة العسكرية الممثلة للجماعة في المفاوضات مع الحكومة اليمنية)، ومدير عام الحج والعمرة علي جعيل وعددا من الشخصيات”.
ما هي دلالات تلك الخطوة على المشهد اليمني الذي يعيش حالة من اللاسلم واللاحرب.. وهل تعني إعلانا من الطرفين ببدء مرحلة جديدة ينتظر الإعلان عنها رسميا بعد الترتيبات الإقليمية والدولية؟بداية، يقول الدكتور عبد الله العساف، المحلل السياسي السعودي، إن السعودية تُشرع أبوابها أمام الجميع للوصول إلى أداء المناسك والوصول إلى الأماكن المقدسة، ولم تغلق الأبواب أمام حتى من يختلفون معها في كثير من الملفات.
السلام المنتظر
وتمنى العساف أن “تكون تلك الزيارة من وفد صنعاء لمكة لأداء مناسك الحج نقطة إيجابية وتمهيدا لوصول قيادات كبرى حوثية نراهم في الرياض في المملكة العربية السعودية”.
الضغوط الأمريكية
في مقابل، يقول العميد عزيز راشد، الخبير العسكري اليمني من صنعاء، إن استقبال السعودية لوفد رسمي من صنعاء لأداء مناسك الحج بعد 8 سنوات من الحصار، هى محاولات لتقديم نوع من المواضيع الرسمية من قبل السلطات السعودية لكي تقول لصنعاء “ها نحن قد قبلنا أن يكون هناك وفودا رسمية، وهو ما تستطيع أن تقدمه السعودية”.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “هذا الوفد يتعلق بالمناسك وتستطيع الرياض اتخاذ قرار بشأنه، في الملفات الرئيسية والأساسية والإنسانية لم تستطيع أن تتقدم نظرا للضغوط الأمريكية المستمرة عليها، وخصوصا مع زيارات بلينكن وزيارات رئيس الأمن القومي الأمريكي، والتي تتم عقب كل اجتماع للمملكة مع صنعاء بشكل رسمي”.
وأشار راشد إلى أن تلك الضغوط الأمريكية تزايدت،عقب وصول السفير السعودي إلى العاصمة صنعاء، وكذلك محاولة القيام بفتح ممرات كاملة للموانئ والمطارات، لكن دائما ما يعقب تلك الاجتماعات توجيهات أمريكية بعدم قبول أي تجارب مع صنعاء نظرا للمصلحة الأمريكية والصهيونية في ملفات أخرى.
وأكد العساف أن الملف اليمني أمر في غاية الأهمية بأن يتوافق اليمنيين بكافة أطيافهم ومشاربهم حول السلام المنتظر، كما أن الشرعية اليمنية أيضا تمد يدها أمام السلام.
واختتم بقوله: “بقيت الخطوات الأكثر طلبا وهي من جماعة الحوثي، والذي عليه أن يهرول سريعا تجاه السلام وإغلاق هذا الملف والتفكير في إعادة بناء اليمن”.