محمود القيعي// فجر اليوم//
بعد استشهاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، فى مقر الأمم المتحدة بآية من سورة «التوبة»، وحديثه عن الإسلام وشهر رمضان الكريم، تصدّر اسمه مواقع التواصل الاجتماعي وسط جدل لم يخل من ثناء قوم، وانتقاد آخرين.
«جوتيريش» قال فى كلمته خلال احتفال الجمعية العامة للأمم المتحدة باليوم الدولى الأول لمكافحة «الإسلاموفوبيا»، أمس الأول، إن رسالة الإسلام، التى جاءت قبل أكثر من ١٤٠٠ عام، هى السلام والتعاطف والرحمة، وكانت مصدر إلهام للناس فى جميع أنحاء العالم، مشيدا فى الوقت نفسه بـتعامل الدول الإسلامية مع قضية اللاجئين.
وتابع قائلا: «ما يقرب من مليارى مسلم فى العالم هم تجسيد للإنسانية فى تنوعها»، موضحا: «إنهم ينحدرون من جميع أنحاء العالم، لكنهم فى بعض الأحيان يواجهون عدم التسامح، والتحيز لأى سبب آخر باستثناء عقيدتهم».
أمين الأمم المتحدة قال إننا على بُعد أيام فقط من حلول شهر رمضان، وكلمة الإسلام نفسها مشتقة من الجذر نفسه لكلمة «سلام» ، وعندما كنت مفوض الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، رأيت سخاء الدول الإسلامية التى فتحت أبوابها للأشخاص الذين أُجبروا على الفرار من ديارهم، فى وقت أغلقت فيه دول أخرى كثيرة حدودها».
كما أوضح أنه رأى تجليا معاصرا لما جاء فى سورة «التوبة»: «وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون»، مشيرا إلى أن «هذه الحماية يجب أن تُكفَل للمؤمنين وغير المؤمنين على السواء، كما ذُكر فى القرآن الكريم».
وأكد «جوتيريش» ، معلقا على الآية القرآنية: «هذا تعبير مبهر عن مبدأ حماية اللاجئين قبل قرون من إتمام اتفاقية عام اللاجئين، التى أبرمت فى 1951».
جدل
حديث ” جوتيريش ” نزل بردا وسلاما على البعض، فيما دعا آخرون الدول الإسلامية لأخذ الحذر.
فالذين استحسنوا كلمة جوتيريش أكدوا أنه يحسب له قوله كلمة حق.
على الجانب الآخر قال أحد النشطاء إن الغرب وأمريكا يريدون كسب تعاطف المسلمين معهم في حربهم ضد روسيا.
وقال آخر إن الأمين العام للأمم المتحدة يحاول أن يستعطف المسلمين ويمدح دينهم لأنه يعلم المسلمين شعوب عاطفية وهذه أسهل طريقة لجلب ما في جيبوهم!
الفضل ما شهدت به الأعداء
أحد النشطاء ذكّر بقول الشاعر العربي القديم: شمائلٌ شَهِدَ العدوُّ بفَضْلِها والفضلُ ما شَهِدَتْ به الأعداءُ
حدث مهم
ما قاله جوتيريش وصفه أحد النشطاء بأنه حدث مهم جدا، لافتا إلى أن الاستشهاد بآيات من القرآن من سورة التوبة فيه رسائل كثيرة تحتاج لتفسير وتحليل.
ومن يجير الفلسطينيين والسوريين واليمنيين والليبيين؟
نشطاء ساءلوا جوتيريش: ومن يحمي الفلسطينيين والسوريين واليمنيين والليبيين وغيرها من الشعوب العربية المظلومة؟!
وأين دور الأمم المتحدة في مساعدتهم ومد يد العون لهم؟
كلمته في الأزهر
يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة كان قد ألقى كلمة في الأزهر عام 2019، استشهد فيها بآيتين من القرآن الكريم وبحديث شريف، مشيرا إلى ما عده “أروع ما قيل عن حماية اللاجئين في تاريخ العالم”.
واستشهد الأمين العام للأمم المتحدة بآية من القرآن الكريم من سورة فصلت تقول: “وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ”.
وجاء في كلمة جوتيريش في الأزهر عام 2019: “عندما كنت مفوضا ساميا لشؤون اللاجئين، شهدت سخاء الدول المسلمة التي فتحت حدودها للناس الذين يعانون من المحن، في عالم تغلق فيه الكثير من الحدود للأسف. ويتوافق ذلك مع ما أعتبره أروع ما قيل عن حماية اللاجئين في تاريخ العالم، والذي ورد في سورة التوبة”.
وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُون”.
ولفت جوتيريش إلى أن هذه الآية نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل صدور اتفاقية حماية اللاجئين عام 1951 بأكثر من 14 قرنا.