هل حققت إسرائيل أهدافها من ضرب إيران؟ لماذا ضغطت أمريكا لعدم التصعيد مع إيران ولم تضغط لعدم التصعيد في غزّة ولبنان؟ ( تفاصيل)

فجر اليوم //

ملأت الضربة الإسرائيلية لإيران الدنيا، وشغلت الناس، وسارع المحللون لقراءة الحدث محاولين تقديم رؤاهم عنه وعن التوابع المنتظرة.

إسرائيل ضربت قواعد عسكرية في إيران، وأعلنت أن العملية اكتملت مالم تلجأ إيران إلى التصعيد.

من جانبه فقد الحرس الثوري الإيراني جنديين في إحدى قواعده التي تعرضت للضرب، وناشدت الولايات المتحدة الأمريكية إيران بعدم التصعيد.

خليجيا اعتبرت السعودية الضربة “عدوانا على السيادة الإيرانية”، وسارعت دول الخليج العربية، بما فيها الإمارات إلى إصدار بيانات إدانة لإسرائيل.

فماذا وراء الأكمة؟! مواقف السر والعلن

إدانات الخليج للضربة الإسرائيلية فسره البعض بأنها مواقف علنية لابد منها، مشيرين إلى أن هناك مواقف أخرى مضادة لا يتم الإعلان عنها، بل يتم التنسيق فيها.

د.نيفين مسعد أستاذة العلوم السياسية تساءلت: لماذا ضغطت أمريكا على إسرائيل لعدم التصعيد مع إيران ولم تضغط عليها لعدم التصعيد في غزّة ولبنان؟

وأجابت قائلة:

ـ “أولًا: لأن الولايات المتحدة تخشى أن تضطر في حالة الرد الإيراني على استهدافها بشكل موجع -إلى التدخّل عسكريًا. أما في غزّة ولبنان فلا يوجداضطرار .أكثر من ذلك صرّح ترامب أن مساحة إسرائيل لم تعد تكفيها وأنها تحتاج للتوسّع. وحتى لو لم يصدر تصريح مماثل من بايدن إلا أن سكوته على الإبادة والتهجير في غزّة يدخل في نفس السياق.

ـ ثانيًا: لأن الولايات المتحدة تخشى من انعكاسات اشتعال جبهة إيران على ارتفاع أسعار النفط في ظل تعقيدات الأزمة الأوكرانية.

ثالثًا: لأن الولايات المتحدّة تراقب وتيرة الخسائر العسكرية الإسرائيلية في غزّة وفي جنوب لبنان وتخشى على إسرائيل من فتح جبهة ساخنة جديدة.

ـ رابعًا: تحتاج الولايات المتحدة لإيران في ضبط سلوك الجماعات الحليفة لها ، ولن تتطوّع إيران بذلك إلا لو ضمنت توفّر الضغط الأمريكي على إسرائيل من أجل عدم استهداف إيران بشكل واسع. “.

واختتمت مؤكدة أن روسيا والصين لم تفعلا شيئًا جديّا خلال العام الماضي لإنقاذ غزّة وبعدها لبنان، وليس من المؤكّد أنهما ستظلان تحتفظان بنفس الموقف في حالة توجيه ضربة عنيفة لإيران.

وأردفت قائلة: أما مسألة إحياء الاتفاق النووي فهي مؤجلة.

برأي الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم نوار فإن إيران نجحت في إحداث توازن القوى، لافتا إلى أن الأمريكان أخبروهم بالمواقع المستهدفة قبل الضربة لتفادي ضربة أخرى من ايران ربما تكون أكثر إيلاما من ضربتها السابقة.

وأضاف أنه إذا لم ترد إيران، فإن التهدئة ربما تشير إلى تغير في الاستراتيجية الإسرائيلية، تحت ضغط الإدارة الأمريكية الحالية، انتظارا لنتائج الانتخابات الرئاسية.

من جهته علق د.كمال حبيب الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية على الضربة الإسرائيلية لإيران بقوله إن (الجبل تمخض فولد فأرا)، مشيرا إلى أن نتنياهو خضع لما تريده أمريكا وبدأ يدرك مع الضربات التي تلقاها في جنوب لبنان الصامد وفي غزة العزة وفي الضفة العظيمة ومن اليمن والعراق حدود قدراته، وأن قدرته علي الردع تهاوت.

وخلص حبيب إلى أن هذا الكيان إلي زوال، مؤكدا أن 7 أكتوبر كانت حجر الأساس.

الألعاب النارية

في ذات السياق قال الإعلامي إبراهيم عيسى – تعليقا على الضربة الإسرائيلية لإيران- :

“الألعاب النارية بين إسرائيل وإيران …والقتل والتدمير والخراب للعرب فقط”.

اللافت كان في اتفاق الكثيرين مع عيسى، وانتشار ذات النغمة ، في حين رأى آخرون أن معركة تكسير العظام بين إيران وإسرائيل على أشدها، مذكّرين بالمثل الشعبي الشهير: “اللي ما يشفش م الغربال يبقى أعمى!”.

في سياق توابع الضربة الإسرائيلية لإيران يؤكد الكاتب الصحفي كارم يحيى أن من حق إيران وأي بلد عربي وإسلامي أو حتى بوذي مهما اختلفنا مع طبيعة نظامه السياسي، امتلاك سلاح نووي، وألا تنفرد اسرائيل بهذا التفوق الاستراتيجي الهجومي، لافتا إلى أن من حق دول الجنوب في منطقتنا عربية واسلامية امتلاك قنابل نووية لفرض توازن الردع النووي لحماية الشعوب والبشر والبيئة والحياة.

كانت وزارة الخارجية المصرية قد أصدرت بيانا قالت فيه إن مصر تتابع بقلق بالغ حالة التصعيد الخطيرة والمتسارعة بالشرق الأوسط والتي كان آخرها الهجوم الإسرائيلي على إيران، مشيرة إلى أنها تدين كل الإجراءات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وتؤدي لتأجيج الوضع الهش بالإقليم.

Exit mobile version