فجر اليوم//
الوضع على الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة يشهد حالة من التوتر غير مسبوقة منذ حرب تموز عام 2006، ولعل ما حملته وكالات الأنباء بالصوت والصورة عن اشتباك بالأيدي بين ضباط في الجيش اللبناني مع جندي إسرائيلي حاول تغيير الحدود والتعمق مترا واحدا في العمق اللبناني واختلع الاوتاد قد يكون انعكاسا لحالة التوتر هذه، و”بروفة” لاشتباكات أوسع وربما بالرصاص والصواريخ.
وحدة الجيش اللبناني التي هرعت الى المكان (عيتا الشعب)، وتصدت للدورية الإسرائيلية المدرعة، لم تنتظر وصول القوات التابعة للامم المتحدة، وهو مؤشر خطر يؤكد ان معظم وحدات الجيش اللبناني ان لم يكن كلها، لا يمكن ان تتسامح مع أي اعتداء إسرائيلي على السيادة اللبنانية، سواء كان صغيرا او كبيرا، فالأراضي اللبنانية مقدسة، وما زالت تتعامل مع المحتل الاسرائيلي كعدو غاصب، وعلى استعداد تام لاستخدام السلاح اذا لزم الأمر.
هذا التوغل والتغول الإسرائيلي يؤكد ان هذا العدو لا يحترم الحدود، ولا اتفاقات ترسيمها، بحرية كانت او برية، مؤقتة او دائمة، واللغة الوحيدة التي يفهمها هي لغة القوة، وبات واضحا ان هذا الجندي اللبناني الشجاع وجميع زملاه في الجيش، يجيدونها جيدا، ويحفظون مفرداتها على ظهر قلب.
المقاومة اللبنانية تعيش حاليا حالة من الغليان والغضب، بسبب عدم التزام دولة الاحتلال بإتفاق ترسيم الحدود البحرية، واقدامها على سرقة النفط والغاز اللبنانيين من حقل كاريش، والبدء في الاستخراج والتصدير، ودون ان يتم استخراج قنينة واحدة من الغاز اللبناني من حقل قانا او غيره، واختفى المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين كليا بعد ان حقق لدولة الاحتلال ما تريده، أي تخفيف حدة التوتر، ونزع فتيل الحرب، وتهيئة الأجواء لسرقة الغاز اللبناني.
هذا الضابط اللبناني، وبموقفه البطولي المشروع، اشعل فتيل المواجهة المصغرة الأولى التي تعكس المزاج العام الغاضب في معظم الانحاء اللبنانية، ولا نستبعد ان المواجهة الثانية، بالصواريخ والاقتحام البري، باتت وشيكة جدا، بالنظر الى الخطاب الأخير للسيد حسن نصر الله الذي هدد فيه بالرد على الغطرسة الإسرائيلية وسرقة الغاز اللبناني بالمسيّرات، وتصدير الفوضى الدموية الى دولة الاحتلال، وعلينا ان نتذكر دائما ان تأسيس كتيبة الرضوان (نسبة الى الشهيد عماد مغنية) باتت جاهزة لتنفيذ المهمة الموكلة اليها، واقتحام منطقة الجليل شمال فلسطين المحتلة وتحريرها بغطاء صاروخي شامل.
نعود الى هذا الضابط اللبناني الرمز ونتمنى على قيادته ان تكرمه بأرفع الاوسمة، تقديرا لشجاعته، ودفاعه عن التراب اللبناني “المقدس”، وعدم خوفه من الدبابات والمدرعات الإسرائيلية التي كانت توفر الحماية لمحاولة تغيير الحدود، وزرع الاسلاك الشائكة.
المقاومة اللبنانية حررت الجنود من الاحتلال الإسرائيلي بالقوة عام 2000 وقدمت مئات الشهداء، وهزمت هذا العدو واذلت جيشه الذي لا يقهر، ومرمغت أنفه بتراب الجنوب الطاهر عام 2006، ولا نبالغ اذا قلنا انها ستنتصر للمرة الثالثة “النابتة” في المعركة القادمة التي نجزم بأنها باتت وشيكة جدا، خاصة انها باتت اقوى وأكثر خبرة وتسليحا.