من جديد أستهداف مشفى المعمداني.. الاحتلال يقصف مبنى الإسعاف ويشرّد المرضى في الشوارع
أخبار _سياسية صحية إنسانية #فجر_اليوم //
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدافه المنهجي للمرافق الطبية في قطاع غزة، حيث شنّت طائراته، فجر الأحد، غارتين صاروخيتين على المستشفى المعمداني وسط مدينة غزة، استهدفتا مبنى الإسعاف داخل حرم المستشفى، ما ألحق أضراراً جسيمة بأقسام الاستقبال والمختبر والصيدلية.
وأفادت وسائل إعلامية في غزة أنّ الاستهداف أدى إلى إخلاء عدد كبير من الجرحى والمرضى، بعدما صدرت إشارة إخلاء ثانية للمستشفى، حيث اضطر العشرات، بينهم حالات حرجة، إلى افتراش الشوارع المحيطة، وسط نقص حاد في المستلزمات الطبية وتوقف جزئي في الخدمات.
من جهتها، استنكرت وزارة الصحة في غزة هذا القصف ووصفتَه بـ”الاعتداء الصارخ”، مؤكدة أنّه أدى إلى تدمير مبنى كامل داخل المستشفى، وإجبار الطواقم والمرضى على الإخلاء القسري. كما دعت الوزارة المؤسسات الدولية إلى التدخل العاجل لحماية ما تبقى من المنظومة الصحية في القطاع المحاصر.
بدورها، اعتبرت حركة حماس أنّ هذا القصف جريمة حرب جديدة، مؤكدة أنّه يجسّد طبيعة هذا “الكيان المارق الخارج على كل الأعراف والقوانين الدولية”. وأضافت الحركة أنّ هذه الجريمة ما كانت لتقع لولا “الضوء الأخضر الأميركي” الذي يتمتع به الاحتلال، داعية إلى تحرك فوري من المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، لوضع حد لهذه الانتهاكات المتواصلة.
وفي السياق ذاته، أشار مكتب الإعلام الحكومي في غزة إلى أنّ هذا القصف يعيد مشهد المجزرة التي ارتكبها الاحتلال سابقاً في المستشفى ذاته، في تحدٍّ فجٍّ لكافة القوانين الدولية التي تُحرّم استهداف المرافق الصحية. وأكد المكتب أن الاحتلال دمّر 34 مستشفى بشكل ممنهج خلال العدوان المستمر، ضمن سياسة واضحة للقضاء على ما تبقى من القطاع الصحي.
كما حمّل المكتب المسؤولية الكاملة لحكومة الاحتلال، والإدارة الأميركية، إلى جانب الدول الغربية المتورطة في الإبادة الجماعية الجارية، وعلى رأسها بريطانيا وألمانيا وفرنسا، داعياً الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية إلى تحرك عاجل وفوري لحماية المدنيين والمؤسسات الصحية في غزة.
العدوان المتكرر على المستشفيات في غزة، وآخرها استهداف المستشفى المعمداني، يعكس الوجه الحقيقي للإجرام الإسرائيلي الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء الإنسانية والقانونية. ما يحدث ليس مجرد تجاوز عرضي لقانون الحرب، بل سياسة ممنهجة لتفريغ غزة من أدنى مقومات الحياة، ومنع أي بقاء للمدنيين أو مؤسساتهم الأساسية، يقول مراقبون.
وأضافوا أن استهداف منشأة صحية معروفة كمستشفى المعمداني، الذي يخدم أكثر من مليون إنسان، هو إعلان واضح أن الاحتلال بات يائساً من تحقيق أي إنجاز ميداني ضد المقاومة، فلجأ لتدمير الأعمدة الأخيرة المتبقية في القطاع. وهو بمثابة انتقام أعمى من المدنيين والبنية التحتية، في ظل صمت دولي فاضح، وتواطؤ غربي بات يبرر القتل ويشارك في تغطيته.