من #اليمن الــى غزة “أطفالنا يريدون الخبز… لا الموت!”
مـــــــقالات #فجر_اليوم //
تخيّلوا يا مسلمون… تخيّلوا يا عرب… يا بشر! في زمان الحضارة والتكنولوجيا وحقوق الإنسان، يقف طفلٌ في غزة أو في اليمن، يتمنى الموت، لا لأنه فقد كل شيء فقط، بل لأن الجنة — في خياله الطاهر — مكان فيه “الخبز والبسكويت”، وراحة لا تُقطّعها أصوات القصف، ولا تخيفه صفارات الإنذار، ولا تنهال عليه الركام.
أي مأساة هذه؟ أي زمن نحياه حين يصبح الاستشهاد أمنية طفولة؟ أين نحن من ديننا؟ من نخوتنا؟ من إنسانيتنا؟
أطفالنا لا يحلمون بالألعاب، ولا يفكرون بالدراسة أو العيد أو الهدايا… بل يتمنون الرحيل، كي يأكلوا! نعم، الموت صار أملهم الوحيد، والجنة صارت الملجأ الأخير، لأننا فشلنا، كعرب ومسلمين، أن نمنحهم أبسط حقوقهم: الخبز!
وفي هذا المشهد المروّع، يسطع نور من اليمن الجريح، من أرض سبأ ومأرب وصنعاء، من رجالٍ باعوا أنفسهم لله، فصدحوا بوجه الظلم، وقالوا: “لن يُذلّ أطفالنا، ولن تبقى غزة وحدها!”
أهل اليمن… عنوان الصمود وراية الكرامة
رغم الجراح، ورغم الحرب والحصار والتجويع، خرج اليمنيون بكل شرف، وأعلنوا موقفًا يكتب بماء الذهب: حصار بحري وجوي على الكيان الصهيوني، من اليمن الثائر، من البحر الأحمر، من المندب الصامد. صواريخ ومُسيّرات يمنية أصابت الكيان في العمق، وقلبت معادلة الصمت العربي. قالها اليمنيون بوضوح:
> “لن يُقتل أطفال غزة ونحن أحياء.” “سفنهم لن تمر، وطائراتهم لن تطمئن، والمحتل لن ينام.”
في زمن الخذلان، كان اليمانيون هم رجال المرحلة، لا جيوش الدول الكبرى، ولا مؤتمرات القمم. هم من أغلقوا البحر على العدو، وهم من فرضوا الحصار في زمن كان فيه الحصار سلاح الاحتلال فقط.
رسالة إلى الأمة…
إذا كان أطفالنا يتمنون الجنة من أجل لقمة، فهذا نداء موت! وإذا كان اليمن — المنهك بالحرب — هو من يردّ، فأين أنتم يا ملوك العرب؟ يا قادة الجيوش؟ يا أصحاب القواعد والأساطيل؟
إنه عار… ولكن الأمل باقٍ، ما دام فينا من يبكي لأجلهم، ويكتب، ويصرخ، ويقاوم. وما دام في اليمن أبطال، وفي غزة صامدون، وفي الأمة قلوب حية.
اللهم عجل فرجك، وكن لأطفالنا ناصرًا، وارزق أهل اليمن النصر المبين، وبارك في تضحياتهم، واجعل صواريخهم نورًا وحقًا بوجه الباطل والظلم والخذلان.