تتسابق الشركات العالمية في الوصول إلى إنتاج روبوت بشري متحرك قادر على التفكير والتكلم مثل البشر.
وبحسب سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة أوبين إيه آي (Open AI) فإن هذا الحلم سيتحقق خلال “بضعة آلاف من الأيام”.
ويرى إلون ماسك مالك شركة إكس إيه آي المطورة لأداة الذكاء الاصطناعي التوليدي غروك أن عام 2029 سيشهد الوصول لذكاء اصطناعي خارق أو ما يعرف بالذكاء الاصطناعي العام.
هذه القفزات الهائلة في أنظمة التشغيل والتفكير الاصطناعي، لا يواكبها تطور “حركة الروبوتات”، ولهذا لا يُفترض بنا أن نقلق من رؤية الروبوتات شبيهة البشر حولنا بكثرة قريبا، ما لم يحدث اختراق في طريقة تصنيعها، كما يرى استشاري الإدارة ونظم المعلومات حسين عادل فهمي في لقاء مع “سكاي نيوز عربية”.
حاليا يكمن التحدي الأول في “إيجاد ذكاء اصطناعي عضوي” أو Physical AI، هو العضلات، وفي هذا يتسابق العلماء
فالروبوتات وإن باتت تحمل الأوزان وتصعد السلالم، وتقفز، بل وتقوم بالحركات الأكروباتية؛ يبقى ذلك في نطاق سيناريوهات محددة وبيئات مُحكمة، أي أن الروبوت قد ينجح مرة (في تنفيذ الحركة المطلوبة)، لكن ليس شرطا كل مرة!.
فمؤتمر شركة تسلا الأخير وي روبوت “We, Robot” الذي قدم فيه مالكها إيلون ماسك نموذج سيارات ذاتية قيادة لغرض التحول لتاكسي وباص صغير، لكي يتكمن مالك السيارة من الربح المادي منها بفضل عملها كتاكسي في “أوقات فراغها”.
وبغض النظر عن مدى عملية هذه الرؤية، ما وصلنا له في ذاتية قيادة السيارات لنفسها، هو أقل بكثير جدا مما وصلنا له مع الروبوتات البشرية، حتى أن هناك تقارير تزعم أن نسخ روبوت أوبتيموس Optimus (التابعة لشركة تسلا)، التي سارت لأول مرة بين الحضور بأعداد كبيرة، كان يتم التحكم بها عن بعد ولم تكن تحرك نفسها بنفسها كما يٌفترض!.
الروبوتات شبيهة البشر القريبة من الأسواق
أوبتيموس من شركة تسلا الأميركية، وسعره المتوقع بين 20 و30 ألف دولار؛ حسب مالك الشركة إلون ماسك.
يونيتري جي وان من شركة ينيتري الصينية وسعره المتوقع 16 ألف دولار حسب موقع الشركة.
ونيو من شركة إكس تكنولوجيز النرويجية ولم تعلن عن سعر تقريبي، لكن اللافت أنها تصنف منتجها على أنه روبوت بشري للمنزل، والذي أظهرته في إعلان مقتضب عانق في نهايته مالكته، في إشارة إلى سلاسة التواصل، وربما أكثر!
واقعيا الآن لنا أن نحصل من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي على دعم معنوي يقارب العاطفة، بفضل قدرات “التقمص” والمحاكاة “المدهشة” أو “المفزعة”؛ يتوقف التقييم على كل مستخدم.
فبعد أن كنا نتحدث عن “الذكاء العاطفي” للإنسان وكيفية تطويره، لعل موضوع الفترة المقبة سيكون “عاطفة الذكاء الإصطناعي”.
ورغم عدم نضوج “العاطفة الاصطناعية” بعد، لكنها متهمة الآن بالتسبب في مقتل مراهق عمره 14 عاما، بعد أن ناقش ذكاء اصطناعي توليدي تابع لشركة كراكتر إيه آي متقمصا شخصية “مدرّسة”، ناقض مع المراهق مسألة تفكيره في الانتحار من عدمه، بل إن الروبوت نصحه “بالتفكير بجدية في موضوع الانتحار” بعد أن أبدى المراهق حيرة تجاه الأمر!.
عائلة المراهق رفعت قضية على الشركة تتهمها بالتسبب في إنتحاره، لترد الشركة مبدئيا (في تغريدة على موقع إكس) بالتعازي وبالعمل على ضمان فاعلية إجراءات الأمان.
فإذا كان الدعم اللفظي اصطناعيا حاصل فعلا وواقعيته في تطور متسارع جدا، لا يتبقى سوى أن تتبع الطمأنة اللفظية “بطبطبة” فيزيائية حسية؛ وهذا ما يعكسه إعلان روبت “نيو”من شركة إكس وان المدعوم من تشات جي بي تي.