يعيش الأردن، منذ سنوات، أوضاعاً سيّئة على مستويات مختلفة، ولا سيما منها المستوى الاقتصادي، في ما يبدو نتيجةَ حصارٍ غير معلَن تشارك فيه الولايات المتحدة والسعودية، بهدف فرْض أجندة بعيْنها على المملكة.
أجندةٌ تحدّث عنها بوضوح الملك عبد الله الثاني، قبل عام، أمام مجموعة من الإعلاميين الأردنيين، متّهِماً صِهر الرئيس الأميركي السابق، جاريد كوشنير، بمحاولة فرْضها، مشيراً أيضاً إلى تورُّط دولة عربية كبرى لم يُسمّها، قبل أن يُفصح عن أن وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، «يتآمر على الأردن، ويمنع الدول العربية الشقيقة من تقديم مساعدات إليه».
ويُعتبر كلام الملك، الذي جاء في وثائق سرّية اطّلعت «الأخبار» على مضمونها، وتتناول الوضع في هذا البلد على الصُعد كافّة، إشارة مزدوجة إلى «صفقة القرن» التي أراد كوشنير فرْضها على عمّان، ومحاولة الانقلاب الفاشلة التي قادها شقيق عبد الله، الأمير حمزة، بمساعدة مستشار ابن سلمان، باسم عوض الله، المعتقَل حالياً لدى السلطات الأردنية، والذي مثّل حلقة الوصل بين وليّ العهد السعودي وبين الأمير حمزة، على رغم أن الرياض حرصت على ألّا تترك دليلاً على تورُّطها في تلك المحاولة.
وفي موازاة الجفاء مع السعودية، سعى الملك الأردني إلى تعزيز علاقته برئيس الإمارات، محمد بن زايد، في محاولة لكسر الحصار غير المعلَن على بلاده التي تفتقر إلى الموارد، وتعيش على المساعدات الخارجية.
وجاء ذلك في وقت بدأت فيه ملامح «الأردن الجديد»، على حدّ وصْف السفير الأميركي في عمّان، هنري ووستر، تتشكّل، وتأخذ مظاهر سلبية للغاية، من بينها ارتفاع نسبة البطالة إلى 50%، وانتشار السلاح بين أيدي المواطنين، وتنامي ظاهرة فرْض الخوّات، وتزايُد لجوء الأردنيين إلى عشائرهم على حساب منطق القانون، واستمرار نعرة التمييز بين الأردنيين من أصل فلسطيني والأردنيين من عشائر شرق الأردن، هذا فضلاً عن التظاهرات الاعتراضية التي شهدتْها أخيراً عدد من المحافظات، ولا سيما معان والطفيلة والزرقاء، احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية واستمرار الاعتقالات السياسية.