فجر اليوم //
سلط تقرير لمعهد استرالي الضوء على الدور الإيراني في مد مليشيات الحوثي الإرهابية بالمعلومات لتحديد مواقع السفن التجارية قبل استهدافها بالبحر الأحمر.
وقال معهد ” low” الاسترالي الذي يهتم بالقضايا السياسية والاستراتيجية والاقتصادية الدولية في تقرير بأن أحد العناصر الرئيسية لقدرة الحوثيين على مهاجمة السفن ، كانت المعلومات الاستخبارية التي قدمتها إيران لهم.
ويلفت التقرير بانه الوقت الذي لا يتمكن الحوثيون من تحديد هوية السفن بشكل صحيح، الا إنهم قادرون على اكتشاف وتحديد موقع السفن أثناء تحركها على طول الممرات الملاحية الدولية، دون القلق من تحديد خاطئ لهوية السفينة المستهدفة.
ويعود التقرير الأسترالي الى الوراء قبل انطلاق هجمات مليشيات الحوثي على السفن ، حيث يشير الى الاتهامات التي كانت وجهتها السلطات السعودية للسفينة الإيرانية إم في سافيز بكونها سفينة تجارية لجمع المعلومات الاستخباراتية وإعادة إمداد الحوثيين على الشاطئ بقوارب عمل صغيرة.
وتضررت سافيز بسبب هجوم بلغم لاصق غير محدد الجهة التي تقف خلفه في 6 أبريل 2021، ولكن تم استبدالها بسفينة مماثلة، إم في بهشاد، في يوليو 2021، “لم يكن لدى أي من السفينتين طرق تجارية واضحة في المنطقة، وقد تم تحديد كليهما سابقًا وهما ترسو في الموانئ العسكرية الإيرانية” ، كما يقول التقرير.
وينقل التقرير افادة لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية في مارس/آذار أن “بهشاد، التي تبدو ظاهريًا وكأنها سفينة شحن عادية تمامًا ، انتقلت إلى خليج عدن في يناير/كانون الثاني بعد سنوات في البحر الأحمر، مع تصاعد الهجمات على السفن في الممر المائي الحيوي قبالة اليمن”.
يقول المعهد الأسترالي “يبدو أن الدور الاستخباراتي لسفينة بهشاد قد تأكد عندما حذر الممثل الدائم لإيران في الأمم المتحدة في نيويورك الولايات المتحدة من أي شكل من أشكال الهجوم على السفينة، في حين وصف مقطع فيديو وزعه الجيش الإيراني السفينة بأنها “ترسانة عائمة”.
وأشار إلى ان الدور الدقيق الذي لعبته سفينة إم في بهشاد في حملة الحوثيين ضد الشحن هو مسألة تخمين ولكن من المرجح أن يكون واضحًا لوكالات الاستخبارات.
ويضيف التقرير : تُظهر الصور أن كل من بيهشاد وسافيز مزودتان برادارين بحريين قياسيين، مثبتين على ارتفاع غير عادي على ساري أمامي وعلى ساري آخر أعلى الهيكل العلوي الخلفي لكل سفينة.
ولفت إلى أن هذا الارتفاع من شأنه أن يمنح الرادار مدى رؤية يصل إلى 100 كيلومتر، وهو أكثر من كافٍ لمراقبة ممرات الشحن الدولية المجاورة، وهو مناسب بشكل قياسي للملاحة وتجنب الاصطدام، ويتم دمج عودة الرادار مع جهاز رسم الخرائط ومع البيانات المجمعة التي توفرها أجهزة إرسال نظام التعريف التلقائي (AIS) على السفن لتحديد موقعها.
ونوه المعهد أنه حتى إذا كانت السفينة تعبر البحر مع إيقاف تشغيل نظام التعريف التلقائي (AIS)، فإن عودة الرادار وحدها ستكون قادرة على اكتشاف وتحديد موقع السفينة وتحديد سرعتها ومسارها. وكان بإمكان بهشاد أن تكمل هذه المعلومات بتقارير مرئية من قوارب صغيرة ، إما تم إطلاقها أبراج بهشاد أو قوارب صيد محلية تم اختيارها في جهود جمع المعلومات الاستخباراتية.
وحسب التقرير فإنه في فبراير/شباط، ظهرت تقارير عن هجوم إلكتروني كبير يستهدف بهشاد ، وتجولت السفينة في المنطقة لبضعة أسابيع بعد ذلك وبحلول أبريل/نيسان انتقلت إلى مرسى قبالة ميناء بندر عباس، بالقرب من المدينة الجنوبية في إيران، حيث لا تزال هناك.
وفي حين يقول بأن الأمر ” استغرق شهوراً قبل أن يتم إيقاف الدور المشتبه به لبهشاد في الهجمات ضد السفن” ، الا أنه يشير بالقول : “مع ذلك، استمرت هجمات الحوثيين دون هوادة”.
وهنا يعلق التقرير بالقول : يشير هذا إلى أن تقنيات جمع المعلومات الاستخباراتية حول السفن التجارية التي استخدمتها بهشاد يتم تنفيذها الآن من قبل سفن أخرى، ربما أصغر حجماً، تعتمد على عدم الكشف عن هويتها لتجنب الحظر.
وتوصل المعهد الأسترالي إلى أن إيران تستخدم على نطاق واسع الزوارق الصغيرة الأقرب إلى سواحلها، وكثيراً ما ترسل الزوارق السريعة في رحلات بحرية طويلة المدى متنكرة في هيئة صيادين أو مهربين إلى المياه الإقليمية للدول المجاورة.
وأكد أن مدى الرادار للسفن الأصغر، إذا ما استخدمت في البحر الأحمر، لن يكون فعالاً مثل مدى رادار بهشاد ، ولكنه يشير الى السفن الأصغر يمكنها عدم الكشف عن هويتها للتجول بالقرب من ممرات الشحن الدولية، حيث يمكنها أيضاً استخدام الملاحظات البصرية.
ويلفت التقرير الأسترالي إلى أن التقارير الواردة من قبطان السفن التي تتعرض للهجوم تسجل دائماً تقريباً وجود قوارب صغيرة في المنطقة قبل الهجمات.