مجلة بلجيكية تكشف دور بلادها في الحرب على اليمن

 

قالت مجلة ”ميدرو“ البلجيكية إن في خضم الحرب الدامية في اليمن سمحت منطقة “والون” ببيع الأسلحة إلى السعودية، وأن هناك تسرباً غير مسبوق للوثائق يسلط الضوء على هذا الاختيار الذي اتخذ باسم الاقتصاد الوالوني، ولكن على حساب حقوق الإنسان.
وتابعت: هذا هو أحد الأسرار المحفوظة في المنطقة الوالونية، حيث لا يتم إيصال المعلومات حول صادرات الأسلحة التي تقوم بها الشركات في جنوب البلاد للجمهور إلا بشكل ضئيل وبطريقة مخففة للغاية.
وأكدت أن اللجنة الاستشارية للأسلحة البلجيكية قد قامت بالتشاور بشأن طلبات تصاريح التصدير، والتي ترفع تقاريرها إلى رئيس الوزراء وحده، وأن “إليو دي روبو “رئيس الوزراء البلجيكي عندما يوافق على التراخيص، لا يعلن قراره، ولا الحجج التفصيلية الكامنة وراءه، في حين يتلقى النواب الوالونيون تقريرا سنويا، أي مرة واحدة في السنة مع الكثير من التأخير- تسبقه تقارير مؤقتة يمكن الرجوع إليها، لكن تحت سيطرة الحكومة ودون إمكانية أخذ نسخة منها.
وذكرت أنه على الرغم من التعتيم الذي تم الحفاظ عليه بمهارة، تمكنت مجلة “ميدور” من الحصول على سلسلة من الوثائق السرية، والتي تسلط الضوء على ملف رمزي: ملف تسليم الأسلحة إلى السعودية، تحتوي هذه الوثائق – على عشرات التقارير الصادرة عن اللجنة الاستشارية للأسلحة والتراخيص التي منحها رئيس الوزراء إليو دي روبو -إلى الفترة المحورية لعامي 2018 و 2019.
وأفادت أن السعودية تسلح نفسها بالأسلحة البلجيكية، وعلى وجه الخصوص، قدمت طلبات لشراء أسلحة بعدة مليارات من اليوروهات من المدافع والرشاشات والبنادق الهجومية والقناصات والذخيرة والمدرعات من شركة “إف إن هيرستال” – ولكن أيضا من شركة “جون كوكريل” و”ميكر” وشاركة “سافران” الفرنسية.
مجلة “ميدرو”رأت أن السعودية مذنبة بارتكاب جرائم حرب في اليمن، مشيرة إلى أنه بينما يبدو أن الإصلاحات التي قام بها محمد بن سلمان، تشير إلى تقدم كبير، لكن في الواقع لم يكن الأمر كذلك؛ بل على العكس من ذلك، فإنه يثير حالة كارثية لحقوق الإنسان.
علاوة على ذلك، تقوم السعودية بسجن الآلاف من المعارضين السياسيين وتواصل تطبيق عقوبة الإعدام – في أغلب الأحيان بقطع الرأس بالسيف والرجم وأحياناً بالصلب – وكل تلك العقوبات تنفذ بعد محاكمات غير عادلة..
وتتابع اللجنة حديثها بالقول: إن التدخل السعودي في اليمن تسبب في وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين” لقد قصف المستشفيات والمدارس، كما تسببت الحرب في انتشار وباء الكوليرا …إلخ.
وقالت المجلة: لقد كانت السعودية أحد العملاء الرئيسيين لشركة أف أن هيرتسال لعدة سنوات.. ويقدر حجم مبيعات الشركة للسعودية، اعتماداً على العام، ما بين 20% و 50% من إجمالي مبيعات الشركة..
لقد وفرت 1500 وظيفة مباشرة.. كما أنها جلب أموالاً جديدة إلى والونيا التي تمتلك 100% من أسهم الشركة من خلال شركة الاستثمار الإقليمية.. ومع ذلك أن بين عامي 2013 و 2022، منحت مجموعة “إف إن هيرستال” 111.5 مليون توزيعات أرباح للمنطقة.. لذا أن مصلحة والون ترتبط ارتباطا وثيقا بمصلحة الدخل الجديد.

Exit mobile version