فجر اليوم//
مضمون الشرح الذي قدمه وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي فجر الأربعاء وتحديدا عبر محطة الجزيرة القطرية هو ذلك الذي يختصر تفاصيل وكواليس مسألة إلغاء القمة الرباعية بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن في عمان بالإشارة ضمنا الى سؤال وجهه الاردن للأمريكيين مباشرة بعد الاعلان عن مجزرة المستشفى المعمداني في غزه.السؤال هو ذلك الذي يستفهم بعد هذه المجزرة هل يمكن ان يتفق معكم على دور للقمة الرباعية في عمان بإعلان وقف الحرب ؟.الجواب الأمريكي بالمقابل كان واضحا بمعنى ان اللقاء الرباعي سيعقد في عمان للتشاور وليس من اجل وقف الحرب. ومن هنا وحسب مصادر رسمية اتخذ العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وبعد اجراء اتصالات تشاورية مع الرئيسين محمود عباس وعبد الفتاح السيسي قرارا اعلن عنه الصفدي بعدم انعقاد تلك القمة.شرح الصفدي وجهة نظر بلاده بعد سلسلة أسئلة إستجوابية طرحتها مذيعة نشرة الاخبار بعد منتصف الليل على قناة الجزيرة .والفكرة حسب الوزير الاردني هي ان اللقاء الرباعي لم يحقق الهدف الاردني المفترض او العربي الثلاثي منه والهدف هو وقف الحرب .وبالتالي تم اتخاذ قرار بعدم انعقاد القمة على اساس التشاور مع كل من مصر والسلطة الفلسطينية و حتى الادارة الامريكية .و بالمحصلة إتخذ الاردن القرار فعلا وهو قرار يؤشر على عدم وجود جدوى او وانتاجية من انعقاد القمة الرباعية واتفقت كل من عمان ورام الله والقاهرة و في الانطباع الاول ان عدد الضحايا الكبير من شهداء مجزرة المستشفى المعمداني سيحيل القمة الرباعية الى اتهام مباشر للسلطة ولكل من مصر والاردن بمباركة العملية العسكرية. او بالخضوع للتطور الامريكي تجاه مسار الأمور وهو أمر قدرت العاصمتان الاردنية والمصرية انه من الصعب احتماله او التعاطي معه ليس في ظل الموقف الرافض للحرب العسكرية الاسرائيلية او للتهجير القسري وسيناريوهاته فقط ولكن في ظل المزاج الشعبي الحاد في البلدين.وفي ظل قرار الرئيس محمود عباس المبكر بعدم حضور القمة حيث كان غيابه عن لقاء رباعي تقرر بجهد وضغط دبلوماسي كبير هو المحطة الاولى في فشل اللقاء .وعندما حضرت اخبار المجزرة حزم الرئيس عباس والذي كان اصلا في عمان حقائبه وقرر المغادرة .وقال الصفدي منتصف الليل و فجر الأربعاء ان الرئيس عباس غادر الى رام الله فعلا بطائرة اردنية .وهذا يعني ان القمة الرباعية لن تعقد فقط بل ان مسارها لم يعد مطلوبا وان السلطة ومصر والاردن قرروا جميعا بالاطار الثلاثي عزل انفسهم عن الترتيبات الأمريكية الاسرائيلية التي وصفت في عمان بانها تغامر وتقامر عمليا بتوسع العملية العسكرية و بالأمن والاستقرار في المنطقة.بكل حال لاحظ الجميع ان القرار الاردني بعدم عقد القمة اتخذ مباشرة بعد رسالة علنية اعلنها الملتقى الوطني لدعم المقاومة في الاردن اثر مجزرة المستشفى المعمداني فورا وهي رسالة نشرت في منصات التواصل على نطاق واسع وفكرتها توجيه خطاب مباشر للملك عبد الله الثاني قبل إعلان الصفدى عبر الجزيرة و بعنوان” نرجوك ان لا تستقبل بايدن”