تواجه حركة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية المؤيدة للفلسطينيين والمطالبة بوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة هجمة شرسة من الساسة والمشرعين الأمريكان وقوات الأمن التي فككت بالقوة مخيمات الاعتصام في حرم الجامعات.
ففي الوقت الذي أقر فيه مجلس النواب الأمريكي بأغلبية كبيرة الأربعاء الماضي مشروع قانون يرمي إلى توسيع التعريف المعتمد في وزارة التعليم لمصطلح “معاداة السامية” في خطوة تهدف الى التوظيف السياسي لقمع الحقوق والحريات ومنع انتقاد المسؤولين الصهاينة، فكّكت الشرطة الأمريكية المخيمات الطلابية في حرم الجامعات على خلفية العدوان الصهيوني على قطاع غزة والتي نصبها طلاب مؤيدون للفلسطينيين في جامعات مختلفة كانت آخرها جامعة كاليفورنيا لوس أنجلس حيث تم اعتقال العشرات.
ويحاول جزء من الطبقة السياسية الأمريكية إلصاق تهمة “معاداة السامية” بالطلاب المتظاهرين في الجامعات بالرغم من مشاركة الكثير من اليهود في الاعتصامات في مختلف الجامعات الأمريكية.
ويذكر التعريف أن “معاداة السامية هي تصور معين لليهود يمكن أن يتجلى بكراهية تجاههم. تستهدف المظاهر الخطابية والمادية لمعاداة السامية أفرادا يهودا أو غير يهود أو ممتلكاتهم ومؤسسات مجتمعية وأماكن عبادة” في حين يقول منتقدو مشروع القانون إن هذا التعريف يحظر انتقادات معينة للكيان الصهيوني، وهو أمر يدافع عنه التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست IHRA.
وفي وقت باكر الجمعة، فكّكت الشرطة الأمريكية سلميا مخيما في جامعة نيويورك (NYU) بناء على طلب المؤسسة.
وفي جامعة شيكاغو، استدعت إدارة الجامعة الشرطة لتفكيك المخيمات بذريعة “معلومات حول وجود مشادات جسدية” في الحرم الجامعي، حيث أظهرت صور على منصات التواصل متظاهرين مؤيدون للكيان الصهيوني يعتدون على المتظاهرين المطالبين بوقف العدوان على غزة.
وانتقد طلاب وأعضاء بهيئة التدريس بشدة دعوة رئيسة جامعة كولومبيا مينوش شفيق الشرطة مرتين للتدخل وتفكيك المخيمات بالقوة حيث أخرجت القوات الأمنية التي تدخّلت بصورة مكثفة الليلة الماضية، الطلاب في جامعة كولومبيا العريقة في مانهاتن والذي يحتجون على العدوان الصهيوني على غزة.
كما، فكّكت القوات الأمنية مخيمات أخرى في جامعتَي أريزونا في توسون (جنوب غرب) وويسكنسن ماديسون (شمال) وفق وسائل إعلام محلية.
وزعمت شرطة نيويورك الخميس بأن 48 في المئة من الأشخاص الـ282 الذين أوقفوا في حرمي جامعتي كولومبيا و”سيتي كوليدج أوف نيويورك” مساء الثلاثاء هم متظاهرون غير منتسبين إلى المؤسستين.
وفي جامعة تكساس في دالاس، أخلت الشرطة الأربعاء مخيما احتجاجيا وأوقفت 17 شخصا على الأقل، بحسب الجامعة.
وأعلنت جامعة براون في بروفيدنس بولاية رود آيلاند (شمال شرق) التوصل إلى اتفاق مع الطلاب، يقضي بتفكيك مخيمهم الاحتجاجي في مقابل تنظيم الجامعة عملية تصويت حول “سحب استثمارات براون من شركات تسهّل وتستفيد من الإبادة الجماعية في غزة”.
وفي فرنسا، أخرجت الشرطة المتظاهرين من مبنى معهد سيانس بو من دون حوادث. وأوضحت شرطة باريس أن قائد الشرطة أرسل قوات إنفاذ القانون لإخلاء سيانس بو.. أُخرج 91 شخصا دون حوادث.
وخلال تجمع دعما للقضية الفلسطينية في البانثيون الجمعة في باريس شارك فيه شبان ونواب من اليسار الراديكالي، قال زعيم حزب “فرنسا الأبية” جان لوك ميلانشون: “أنا أتحمل واجب الدفاع عن التزام الشباب النضالي ضد الإبادة الجماعية في غزة.. أدعو كل من يستطيع الانضمام إليهم ودعمهم معنويا وماديا”.
كما أخرجت الشرطة الفرنسية أيضا طلابا من معهد الدراسات السياسية في ليون، وأبعدت عشرات الطلاب الذين كانوا يغلقون مدخل حرم جامعي في سانت إتيان، قرب ليون، لليوم الثاني على التوالي.
في المقابل، أكدت الحكومة الفرنسية الجمعة أن “الحزم كامل وسيبقى كاملا”، مع تدخل الشرطة لفضّ الاعتصام.
كما نظم المئات من الطلاب المؤيدين للفلسطينيين الخميس اعتصاما في جامعة لوزان السويسرية.. مطالبين بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الصهيونية ووقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، حسبما أفادت وكالة أنباء “كيستون-ايه تي اس”.
وقال المنظمون في بيان لهم: إن التحرك “يتبع مثال التعبئة في الجامعات في كندا والولايات المتحدة وفرنسا”.
وفي المكسيك نصب عشرات الطلاب والناشطون المؤيدين للفلسطينيين في مكسيكو الخميس خياما أمام “جامعة المكسيك الوطنية المستقلة”، كبرى جامعات البلاد احتجاجا على استمرار العدوان الصهيوني على غزة.
ورددوا شعارات بينها “عاشت فلسطين حرّة!”، و”فلسطين ستنتصر!”. ورفع المحتجون عدة مطالب بينها أن تقطع الحكومة المكسيكية العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الكيان الصهيوني.
أما في أستراليا، فقد نظم مئات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين الجمعة اعتصاما في إحدى جامعات سيدني وامتد الاعتصام الى عشرة أيام.
عربيا، نظم طلاب جامعة النهرين في بغداد الخميس وقفة تضامنية مع قطاع غزة والاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية.. ورفع طلاب وأساتذة العلمين الفلسطيني والعراقي، ولافتات “فلسطين حرة”.
وفي المغرب.. أعلنت “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة”، الجمعة، عن تنظيمها 106 مظاهرات في 52 مدينة؛ دعما لقطاع غزة الذي يشهد حربا صهيونية مدمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت الهيئة في بيان لها، الليلة الماضية: إن “نحو 106 وقفات ومسيرات نُظمت في نحو 52 مدينة، استجابة لنداء الهيئة، تضامنا مع فلسطين، خاصة بغزة في جمعة طوفان الأقصى رقم 30”.
وقبل أيام، نظم طلاب في جامعات لبنانية عدة وقفات تضامنية مع الفلسطينيين.. فقد تجمع عشرات الطلاب داخل حرم الجامعة الأمريكية العريقة في بيروت، هاتفين: “انتفاضة، انتفاضة” ورافعين الأعلام الفلسطينية.. ووضع عدد منهم كوفيات.. وحمل بعضهم لافتة كتب عليها “إزالة الاحتلال تعني تأسيس دولة ديمقراطية واحدة من النهر إلى البحر”.. وحمل آخرون لافتات متضامنة مع جنوب لبنان ومطالبين بوقف العدوان الصهيوني على غزة.