اسباب عامة ونصائح شاملة ووصف للحالة المعيشية أسباب ومسببات وحلول:
قضايا المصاهرة في اليمن تحوّلت عند بعض الناس من علاقة اجتماعية يفترض أن تقوم على المودة والاحترام إلى ساحة صراع مفتوح. تبدأ المشكلة بكلمة جارحة، أو تدخل غير مبرر، أو إهانة متعمدة للنسيب، ثم تتراكم الأخطاء، ويُطلب من طرف واحد أن “يصبر” بلا حدود، بينما يُترك الطرف الآخر دون محاسبة أو ضبط. ومع مرور الوقت، يتحول الصبر إلى قهر، والقهر إلى غضب مكتوم، والغضب – في لحظة فقدان عقل – إلى جريمة يدفع ثمنها أبرياء.
الخطير في هذا النوع من الجرائم أنه غالبًا لا يكون وليد لحظة انفعال فقط، بل نتيجة مسار طويل من الاستفزاز، والتعنت، وكسر الكرامة، وغياب الحلول العاقلة. كثير من جرائم القتل بسبب المصاهرة في اليمن لم يكن مرتكبوها مجرمين بطبيعتهم، بل أناسًا عاديين انهكهم الضغط، وأُغلقت أمامهم أبواب الإصلاح، فانهار ميزان العقل في لحظة واحدة، وكانت النتيجة مأساة لا رابح فيها.
هنا تبرز المسؤولية على الجميع:
أولًا: أولياء البنات كثير من هذه الجرائم كان يمكن تفاديها لو وُجدت حكمة في إدارة الخلاف. الولاية لا تعني السيطرة، والحرص لا يبرر الإذلال. النسيب ليس خصمًا، وكسرُه لا يحمي البنت بل يهدد حياتها واستقرارها. حين يتحول الأهل إلى طرف مؤجج، لا إلى جهة إصلاح، فإنهم يفتحون بابًا قد لا يُغلق إلا بالدم.
ثانيًا: الزوج الصبر مطلوب، لكنه ليس تفويضًا مفتوحًا لإهانة الكرامة. على الزوج أن يسعى للإصلاح، وأن يطلب التحكيم، وأن يضع حدودًا واضحة قبل أن يصل إلى نقطة الانفجار. السكوت الطويل دون حلول لا يصنع حكمة، بل يصنع قنبلة موقوتة. وحين تُغلق كل السبل، يكون الانفصال الهادئ أحيانًا أهون من البقاء في مسار ينتهي بجريمة. ثالثًا: الزوجة
في كثير من هذه القضايا، كانت الزوجة – بقصد أو بغير قصد – ناقلًا للتوتر لا حاجزًا له. تضخيم الخلافات، ونقل كل كلمة، والانحياز الأعمى، كلها عوامل تصب الزيت على النار. دور الزوجة العاقل هو التهدئة، والعدل، وحماية البيت من الانهيار، لا تحويله إلى ساحة صراع بين أهل وزوج.
وأخيرًا: المجتمع والوجهاء
الصمت عن الاستفزازات المتكررة، أو التهوين من الإهانات، أو التدخل المتأخر بعد وقوع الجريمة، كل ذلك فشل جماعي. دور العقلاء والوجهاء يجب أن يكون وقائيًا لا إسعافيًا، بالتدخل المبكر، وفرض الحلول العادلة، ووقف التعدي قبل أن يتحول إلى دم.
ما حدث الليلة جرس إنذار جديد. الدم الذي سُفك لن يعيد حقًا، ولن يبرئ مظلومًا، ولن ينتصر لكرامة أحد. وحده العقل، والعدل، وإدارة الخلاف بحكمة، هي ما يمكن أن يوقف هذا النزيف المتكرر بسبب المصاهرة في اليمن. فالخلافات تُحل، والبيوت قد تنفصل، لكن الدم إذا سُفك لا يعود، وذنبه يبقى في أعناق الجميع