
أكد قائد حركة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، أن المجاهدين في قطاع غزة يضربون أروع الأمثلة في الصبر والثبات، رغم محدودية الإمكانيات وتواطؤ الأنظمة العربية، مشددًا على أن الكيان الصهيوني، بكل ما يملكه من ترسانة عسكرية، قد فشل في فرض الاستسلام أو كسر إرادة المقاومة، وأن زواله بات أمرًا حتميًا وفق الوعد الإلهي.وقال الحوثي في كلمته الأسبوعية حول آخر المستجدات في المنطقة: “الأمة بحاجة إلى معالجة لمشكلتها الإدراكية ومشكلة عمى القلوب، كما قال الله تعالى: فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور”، داعيًا إلى الاستنهاض والحركة الجادة دون انتظار الآخرين، مستشهدًا بصمود المجاهدين في غزة على مدى 662 يومًا من المواجهة المتواصلة ضد جيش الاحتلال.وأشار إلى أن المجاهدين في غزة يقتحمون دبابات العدو الصهيوني بجرأة استثنائية، ويضعون عليها العبوات الناسفة ويفجرونها، في مشاهد تُظهر شجاعة نادرة وتفانيًا منقطع النظير، مؤكدًا أن هذا الاستبسال هو درسٌ عظيم للأمة جمعاء.وفي السياق ذاته، عبّر الحوثي عن أسفه لأن المجاهدين، بدلًا من نيل الدعم والمساندة، يُصنفون بالإرهابيين من قبل بعض الأنظمة، وتتعرض مقاومتهم لحملات تشويه ممنهجة عبر وسائل الإعلام العربية المرتبطة بالمحور الأمريكي الصهيوني.وتطرق قائد أنصار الله إلى التطورات الميدانية، موضحًا أن كتائب القسام نفذت خلال هذا الأسبوع 14 عملية بطولية، إلى جانب سرايا القدس والفصائل الأخرى، التي أثبتت ثباتًا غير مسبوق، رغم أن الاحتلال استخدم ما لا يقل عن أربع فرق عسكرية في محاولاته لاجتياح غزة، لكنه مُني بالهزيمة، وفشل في كسر عزيمة المجاهدين أو إخضاع حاضنتهم الشعبية.وتوقف عند ذكرى استشهاد القائد المجاهد الكبير إسماعيل هنية، والقائد فؤاد الشكر، مشيدًا بدور المجاهدين في فلسطين ولبنان، الذين شكّلوا خط الدفاع الأول عن الأمة، وكانوا سداً منيعًا حال دون سقوط الدول العربية في فخ السيطرة الصهيونية، مؤكدًا: “لولا تضحياتهم لكانت مصر والأردن وسوريا قد دخلت تحت العهد الإسرائيلي، وكان الاحتلال اتجه ليكمل طريقه نحو العراق”.وفي معرض حديثه عن مفاوضات التهدئة، شدد الحوثي على أن الأمريكي والإسرائيلي هما من أفشلاها، عبر رفع مطالب إذلالية تعكس نواياهم الحقيقية، المتمثلة في تجريد المقاومة من سلاحها، والتمادي في تجويع وتعذيب الشعب الفلسطيني.كما رحّب الحوثي بخطوة هولندا تصنيف كيان العدو ضمن الجهات التي تشكل تهديدًا لأمنها الوطني، داعيًا الأنظمة العربية إلى الاقتداء بالرئيس الكولومبي الذي أوقف تصدير الفحم إلى الكيان الصهيوني، بدلًا من استمرار العلاقات التجارية والاقتصادية مع كيان العدو.وأكد على أن الوعد الإلهي لا يتخلف، وأن النصر سيكون حليفًا للثابتين، المستجيبين لله، والمتحملين لمسؤولياتهم، مشددًا على أن الكيان الإسرائيلي، مهما بلغ طغيانه، إلى زوال حتمي لا محالة.