
تشهد مدينة عدن، ومعها المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة عدن الموالية للتحالف، أزمة معيشية خانقة تهدد حياة المواطنين، في ظل تدهور اقتصادي متواصل وانهيار شبه كلي للعملة الوطنية أمام العملات الأجنبية.وبحسب منشور للصحافي الجنوبي عبدالرحمن أنيس على صفحته في “فيس بوك”، فقد وصلت أسعار السلع الأساسية إلى مستويات صادمة، إذ بلغ سعر كيس الدقيق 65,000 ريال يمني، والسكر 105,000 ريال، والأرز 95,000 ريال (لحجم 40 كجم)، بينما بلغ سعر دبة الزيت (20 لترًا) 80,000 ريال، مشيرًا إلى أن هذه الأسعار تخص المواد الأساسية فقط، دون احتساب تكاليف الدواء والإيجار والمواصلات والقرطاسية والملابس.وفي الوقت نفسه، ما يزال راتب الموظف الحكومي يتراوح بين 60,000 إلى 70,000 ريال شهريًا، وهو مبلغ لا يكفي حتى لشراء كيس دقيق واحد، بحسب أنيس، الذي تساءل في منشوره: “من أين يأكل المواطن؟ من أين يستأجر منزلاً؟ من أين يشتري دواءً لطفله؟ ومن أين يدفع رسوم المدارس الخاصة بعد إغلاق الحكومية؟”وأشار أنيس إلى أن السبب الرئيسي للأزمة يكمن في الفجوة الهائلة بين الرواتب وسعر الصرف، حيث ما تزال المرتبات في مستويات ما قبل الحرب، في حين فقدت العملة الوطنية معظم قيمتها.ففي عام 2015، كان سعر الدولار الأميركي 215 ريالًا يمنيًا، والريال السعودي 57 ريالًا. أما اليوم في 2025، فقد تجاوز الدولار 2827 ريالًا، وبلغ السعودي 743 ريالًا، وفق المنشور.وحذر الصحافي من أن الانهيار الاقتصادي ما يزال مستمرًا، في ظل غياب أي دعم مالي خارجي، ومنع تصدير النفط، وعدم وجود وديعة مصرفية من “الأشقاء”، وهو ما يفاقم اتساع “الهاوية”، على حد وصفه.واختتم أنيس منشوره بعبارات تعبّر عن حجم المعاناة قائلاً: “العملة سقطت، والحياة سقطت معها… كل شيء صار باهظًا، إلا حياة المواطن، فهي الأرخص… الناس جاعوا، وقُهِروا، وما زالوا أحياء فقط لأنهم لم يُمنَحوا خيارًا آخر