
وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الصيني “وانغ يي” مع نظيره العماني بدر البو سعيدي، حيث أكد أن بلاده “لا يمكنها الجلوس مكتوفة الأيدي” أمام ما وصفه بانزلاق الأوضاع الإقليمية إلى هاوية مجهولة.موقف عززه أيضا الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي عبّر في قمة الصين–آسيا الوسطى عن قلق بلاده العميق من التصعيد، مؤكدا رفض بكين استخدام القوة كوسيلة لحل الأزمات.لكن خلف هذا الموقف السياسي المبدئي، تقف مصالح استراتيجية صينية عميقة مع إيران، تجعل من استقرارها أمرا بالغ الحيوية. فإيران تشكل محطة محورية في مشروع “الحزام والطريق” الصيني، لما تملكه من موقع جغرافي يربط آسيا بالشرق الأوسط وأوروبا، إلى جانب كونها من أكبر موردي النفط للصين، في ظل العقوبات الغربية المفروضة عليها.علاوة على ذلك، وقعت بكين وطهران اتفاقية تعاون شاملة لمدة 25 عاما تشمل مجالات الطاقة، النقل، والبنية التحتية، مما يجعل أي تهديد لاستقرار إيران تهديدا مباشرا للمصالح الصينية.وبينما لا تذهب الصين إلى التحالف العسكري مع طهران، إلا أن مواقفها الأخيرة توحي بأن دعمها السياسي ليس مجرد تضامن لحظي، بل انعكاس لمعادلة استراتيجية شاملة ترى في أمن إيران عنصرا رئيسيا في أمن الطاقة الصيني وممرات التجارة الدولية.