فرنسا تُذكّر لاعبيها “الفاشلين” بجلب كأس العالم بأصولهم الإفريقيّة والنجم مبابي صاحب الأصول نصف الجزائريّة يُبدي نُفورًا وانزعاجاً من مُواساة ماكرون له بعد الخسارة لماذا؟
فجر اليوم //- خالد الجيوسي:
أورليان تشاوميني من أصولٍ كاميرونيّة، وكينغسلاي كومان، من أصولٍ غينيّة، كلاهما أضاعا ضربتي جزاء، هذه العبارة تفوّهت بها وسائل إعلام فرنسيّة ضد اللاعبين الفرنسيي من أصولٍ إفريقيّة، وهي عبارة كفيلة بأن تكشف مدى العنصريّة التي يُمارسها الفرنسيون ضد المُهاجرين، وانتقادهم عند الخسارة، والتذكير بأصولهم، والفرح بهم ونسيان أصولهم عند الفوز بكأس العالم.
90 بالمئة من المنتخب الفرنسي، هم لاعبون من أصول إفريقيّة، هؤلاء لم تشفع لهم مهاراتهم الكرويّة وإيصالهم الفريق الفرنسي “الديوك” إلى نهائي كأس العالم في قطر، بل اضطرّ هؤلاء اللاعبين إلى إغلاق التعليقات في حساباتهم التواصليّة، لإيقاف سيل من تعليقات تنمّريّة وصلتهم بعد الخسارة ضد الأرجنتين.
مشهد آخر لافت جرى رصده خلال مباراة النهائي، وذلك خلال تتويج الفريق الفرنسي بالمركز الثاني بعد خسارته كأس العالم، ما أبداه المُهاجم الفرنسي من أصول كاميرونيّة- جزائريّة، كيليان مبابي خلال تكريمه بوصيف المونديال، وذلك حين أبدى نفور وانزعاج وضيق خلال مواساة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون له، وهو الذي أحرز أربعة أهداف في المباراة النهائيّة، وكان هدّاف البطولة، ويبدو أنه مشهد إعلامي سياسي، أراد ماكرون الاستفادة منه انتخابيّاً، والظهور في مظهر غير العنصري، ولكن كان لامبابي رأي آخر فيما يبدو من ملامحه المُستاءة من رئيسه.
وفي فرنسا نفسها، وبعد الخسارة، تداول نشطاء مقاطع فيديو، لمنع الشرطة الفرنسيّة لمُشجّعين أرجنتينيين أرادوا الاحتفال بفوز فريقهم في فرنسا، وحملوا الأعلام الأرجنتينيّة، ولكنّهم مُنعوا من ذلك، في مشهد عنصري آخر تُسجّله فرنسا، ويفتقر للروح الرياضيّة.
ويبدو أن المُشجُعين العرب كانوا أكثر ميلاً لفوز الأرجنتين، لمنع فرنسا من رفع شعار المثليّة حال فوزها كما أعلنت وزيرة الرياضة الفرنسيّة إميلي أوديا كاستيرا، فيما يحظى اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي بإعجاب لافت بين الجماهير العربيّة، فيما يُذكّر آخرون بمواقفه التطبيعيّة الداعمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، والأمر عندهما سيّان، فلكلا البلدين فرنسا، والأرجنتين تاريخ استعماري بالنهاية.
ووسط الجدل المُثار حول ارتداء ميسي البشت الخليجي خلال تتويجه في الإعلام العالمي، ووصفه من قبل مُحبّيه بالشيخ ميسي، أعاد نشطاء التذكير بما فعلته المكسيك حينما استضافت كأس العالم العام 1970، وألبست اللاعب البرازيلي الشهير بيليه القبّعة المكسيكيّة “سومبريريو” مُنذ 52 عاماً حين فوزه بالكأس، وقد وصف الإعلام الغربي في حينها المشهد بالتعايش الثقافي.
وصدم الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان الأوساط الرياضيّة، بتغريدته التي قال فيها، بأنه جرى تسميم لاعبي منتخب فرنسا عمدًا، ولم يكن فيروس، وهو ما أثار تساؤلات حول أسباب تغريدته تلك، ومن الطّرف المُستفيد من تسميم لاعبي فرنسا، حيث لم يُؤثّر التسميم المُفترض على أدائهم في المباراة النهائيّة الكروي ضد الأرجنتين، وأحرزوا 3 أهداف في الشباك الأرجنتينيّة، وبالتالي الفوز الأرجنتيني بكأس العالم مُستحق بضربات الترجيح.
وشهدت العاصمة الفرنسيّة باريس، احتجاجات شعبيّة، وتكسير، وتحطيم بعد خسارة المنتخب الفرنسي الأحد، وجرت مناوشات بين شرطة مكافحة الشغب، والجماهير الفرنسيّة الغاضبة.
وعبّر نشطاء إسلاميون عن شماتتهم بخسارة فرنسا، لعدم إفراح الرئيس ماكرون بالفوز، حيث تطاول الأخير على النبي محمد، واعتبر أن الإساءة له حريّة تعبير، في حين ذكّر آخرون بأن ماكرون ذهب لقطر من أجل الغاز، وليس من أجل الرياضة.