فجر اليوم //
إقترحت خلية دبلوماسية إيرانية على الجانب الامريكي العمل وفورا على إعلان وقف العدوان العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة او بالحد الادنى ضبط نطاق عمليات القصف بصيغة توقف قتل المدنيين بطريقة بشعة ودائمة ومكثفة اذا ما ارادت واشنطن ان تخفف عبر الإيرانيين من حدة عمليات الجماعة الحوثية على سواحل البحر الأحمر .
وفي عملية تبادل رسائل طارئة بين الخارجية الايرانية والخارجية الامريكية جددت طهران تأكيدها على انها لا تملك شرعية أخلاقية لمنع الحوثيين المسلمين من كتم مشاعرهم مادامت المجازر ترتكب وبكثافة ضد المدنيين الفلسطينيين .
واوضحت رسالة ايرانية حملها فيما يبدو اللواء عباس ابراهيم الجنرال الامني اللبناني المتقاعد بان العلاقة بين ايران والحوثيين مفهومة على المستوى الامريكي بطريقة خاطئة .
وان الحوثيين لا تملك طهران الضغط عليهم او اصدار الأوامر لهم بصفة عامة وان إيران نفسها لن تقبل ولا تقبل اصدار أوامر لها او للحوثيين من الادارة الامريكية في الوقت الذي يضفي فيه الامريكيون كل الشرعية على المجازر الوحشية التي ترتكب في غزة ضد المدنيين .
وكانت الرسالة الإيرانية بصيغة تقول : تدخلوا لإيقاف مجاز الجيش الاسرائيلي وجرائمه حتى نستطيع التحدث مع الحوثيين او غيرهم بشان أمن ممرات المياه في محيط الخليج العربي والبحر الأحمر.
واعتبرت تلك الرسالة المنقولة بمثابة تنبيه وموقف واضح من الجانب الايراني بعد 3 هجومات خلال الـ 24 ساعة الماضية في منطقة باب المندب بتوقيع الحوثيين .
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد صرحت علنا بان لديها قرائن تشير الى ان هجمات الحوثيين منسقة مع طهران .
لكن طهران تنفي ذلك جملة وتفصيلا وتؤكد عبر رسائلها بانها لا يمكنها التدخل لمنع الحوثيين فيما يوسع الجيش الاسرائيلي عملياته وحصرا ضد المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية .
وبالتالي الصفقة التي تعرضها الدبلوماسية الايرانية هنا تجنبا لما يسميه الأمريكيون بتوسيع نطاق الحرب في المنطقة هي العودة الى لعبة وقف المجازر ضد المدنيين الفلسطينيين وابقاء الصراع عسكري ومحترف بين إسرائيل وحركة حماس فقط .
ومن المرجح ان عملية مكثفة لتبادل الرسائل جرت عبر الوسيط اللبناني بين طهران والبنتاغون وايضا مع قيادة المنطقة الأمريكية الوسطى .
وتؤكد مصادر في المقاومة الفلسطينية بان الولايات المتحدة تبلغ الايرانيين دوما مؤخرا بانها لا تريد الاشتباك عسكريا معهم ولا توسيع نطاق المواجهة العسكرية وتحملهم مسؤولية المجموعات المسلحة التي تهاجم مصالح أمريكية في العراق وسورية واسرائيلية في البحر الأحمر.
لكن الرد الايراني حسب مصادر المقاومة يجيب بان طهران ايضا من جهتها لا ترغب بالاشتباك عسكريا لا مع الولايات المتحدة ولا مع اسرائيل وانها ترحب بالاتصالات التي تجري مع الامريكيين وانتهت مؤخرا بالافراج عن عدة مليارات من الأرصدة الايرانية .
لكن الانطباع الايراني يرتبط بطبيعة وتركيبة القصف الاسرائيلي الذي يؤدي الى ضحايا كثر في صفوف المدنيين ولا يؤدي الى مواجهة حركة حماس فقط في قطاع غزة او حزب الله في لبنان ويقترح الايراني ضمنا هنا الحفاظ على قواعد الاشتباك حتى لا يتوسع نطاق العمليات .
وهي قواعد إشتباك تقدر طهران بانها من الصنف الواضح والمتفق عليه ضمنا بمعنى ان المخالفة الوحيدة لتلك القواعد هي ممارسات القصف الاسرائيلي التي تخل بها .
وبمعنى ان الادارة الأمريكية معنية بضبط سلوك إسرائيل اثناء الحرب خصوصا في طابعها الديني في غزة حتى تتمكن ايران بدورها من استخدام نفوذها لضبط ايقاع قوى محور المقاومة كما تريد واشنطن في اليمن وسورية والعراق .