ضابط أمن السلطة الفلسطينية يكشف لـ”واشنطن بوست” نتائج عملية جنين
متابعات #فجر_اليوم // أفادت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الخميس، بأن قائدا يشرف على تدريب قوات أمن السلطة الفلسطينية خلص إلى أن قوات السلطة فشلت في ضرب “الأهداف المرصودة”، وخوض معارك بالأسلحة النارية عن قرب، وتفكيك العبوات الناسفة خلال العملية العسكرية الأخيرة في مخيم جنين، ضد المقاومة الفلسطينية.
وبدأت السلطة الفلسطينية في ديسمبر/كانون الأول الماضي حملة عسكرية واسعة في مخيم جنين، استهدفت فيها المقاومة المسلحة هناك، ومع أن العملية استمرت لستة أسابيع، إلا أنها “انتهت دون تحقيق أهدافها، مما أثار العديد من التساؤلات حول قدرة قوات الأمن الفلسطينية على فرض الأمن والنظام”، وفقا للصحيفة.
مقابلة مع عقيد في أمن السلطة
وفي مقابلة مع “واشنطن بوست”، أوضح عقيد يشرف على التدريب في معهد التدريب المركزي لقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، أن التقييم النهائي لعملية جنين أظهر أن “القوات لم تكن قادرة على إصابة الأهداف بشكل دقيق أو خوض اشتباكات بفعالية داخل المخيم المليء بالأزقة الضيقة”.
وأشار العقيد قائلًا: “رجالنا يفتقرون إلى الخبرات والمعدات الواقية اللازمة، مما جعل الوضع صعبًا عليهم”.
تأثير العملية في السلطة
وتواجه السلطة الفلسطينية تحديات كبيرة في فرض الأمن والنظام في مناطقها، خصوصًا في ضوء نقص التجهيزات والمعدات، وتجميد الولايات المتحدة لمساعداتها مؤخرا.
ورغم الدعم المالي والتدريبات التي تلقتها من الولايات المتحدة، ما زالت قوات الأمن الفلسطينية تعاني من نقص الإمدادات الضرورية، وفق الصحيفة.
وتقول الصحيفة “أظهرت العملية مدى ضعف تجهيزات الأمن الفلسطيني مقارنة بالمقاومة المسلحة التي تمتلك أسلحة خفيفة مهربة”
التأثير السياسي في السلطة
وفيما تحاول السلطة الفلسطينية فرض سيطرتها على مناطقها، يبقى التحدي الأكبر هو كسب ثقة الشعب الفلسطيني، كما تقول الصحيفة.
وتضيف الصحيفة إن “عدم قدرة القوات على تحقيق أهدافها في جنين قد يقوض شرعية السلطة الفلسطينية، ويدفع بالمزيد من الفلسطينيين إلى التشكيك في قدرتها على فرض الأمن في مناطق أخرى مثل قطاع غزة إذا ما أُتيحت لها الفرصة”.
وكانت حملة جنين أكبر اختبار حتى الآن لقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، التي تضم حوالي 35 ألف شخص.
وتلقت هذه القوات دعمًا ماليًا وتدريبات من الولايات المتحدة، ولكن إسرائيل تمنع دخول الأسلحة المتطورة والذخيرة اللازمة.
ووسط الحملة العسكرية الفلسطينية، اقتحمت القوات الإسرائيلية جنين، مما أدى إلى استشهاد وجرح العديد من الأشخاص.
وتسببت العملية العسكرية للسلطة بخسائر كبيرة للأهالي، حيث ألحقت أضرارا كبيرة بالبنية التحتية والمنازل في المخيم.
ووفقًا لشهادات محلية نقلتها الصحيفة، فإن قوات السلطة الفلسطينية مسؤولة عن إحراق منازل وتدمير سيارات خلال العملية، مما زاد من استياء السكان وعزز من معارضتهم للسلطة.
وفي ضوء فشل حملة جنين، تقول الصحيفة “يبقى السؤال الأهم هو مدى قدرة السلطة الفلسطينية على فرض الأمن في غزة في حال سُمح لها بذلك. ورغم وجود خطط عربية لتقديم دور محوري للسلطة في إدارة غزة، إلا أن المخاوف حول قدراتها تظل قائمة”.
وقالت الصحيفة “لقد وضعت الحملة العسكرية في جنين ولاءات بعض الضباط في أجهزة السلطة الفلسطينية تحت الاختبار”.
وأشارت إلى مقطع “فيديو” تم تداوله بشكل واسع، أعلن فيه ضابط استقالته احتجاجًا على الحملة. واستشهد ابنه لاحقًا في غارة إسرائيلية، “مما أثار مزيدًا من التساؤلات حول مدى استعداد الضباط لتوجيه أسلحتهم نحو فلسطينيين آخرين”، وفقا للصحيفة.