صيام شاقّ على الغزّيين: إفطارنا مرّ بفقد الأحبّة ولا مقوّمات للحياة بـ #فلسطين

متابعات #فجر_اليوم //


يعيش أهالي قطاع غزة، وتحديداً شماليّه، ظروفاً صعبة مع بداية شهر رمضان المبارك، خصوصاً بعد إغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية، وفي ظل فقد العائلات أحبّاءهم في الحرب.

شهر الصيام شاقّ على الغزّيين: إفطارنا مرّ بفقد الأحبّة ولا مقوّمات للحياة
تجلس أم أحمد مقاط (60 عاماً) أمام ركام منزلها المدمر في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، والحسرة والألم يجسدان ملامح وتفاصيل وجهها. تعيش السيدة الستينية برفقة زوجها وأبنائها الثلاثة بعد أن فقدت خمسةً منهم شهداء باستهدافهم مباشرة من قبل طائرات الاحتلال الاسرائيلي.

تقول أم أحمد للميادين نت: “يأتي شهر رمضان المبارك ونحن نعيش في العراء؛ لا منزل يأوينا ولا مقومات حياة بعد أن دمّر الاحتلال منزلنا وقتل أولادي، لملمتُ أشلاءهم وجمعتهم في كيس واحد. يأتي شهر رمضان المبارك علينا هذا العام صعبًا بكل معنى الكلمة، فالحسرة والقهر يأكلان قلبي في كل لحظة”.

رفضت أم أحمد الانصياع لأوامر الاحتلال الإسرائيلي بالهجرة، وتضيف: “حاولت مع أبنائي الأحياء العيش على ركام منزلي في ظل الأجواء القاسية من الأمطار والبرد الشديد، إلا أن سقف البيت المقصوف كاد أن يودي بأرواحنا وقتلنا، ولكن عناية الله هي التي أنقذتنا”. تتحدث عن الجوع كعدوّ آخر، “متنا من الجوع وتحملنا الّي جبال ما بتقدر تتحملوا”، كلمات قاسية ودموع حارقة سبقت تنهيداتها بعد أن باتت تبحث عن شربة ماء نظيفة لحفيدها الذي ولد تحت ركام المنزل ولم يجدوا “قابلة التوليد”، فاضطرت إلى مساعدة زوجة ابنها على الولادة لتنجب هذا الطفل.

واقع السيدة مقاط لا يختلف كثيرًا عن واقع أمّ الشهداء الثلاثة أم محمد حسان (٧٠ عاماً) من مخيم جباليا، والتي تعيش في مخزن مدرسة تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بصحبة أحفادها الخمسين، كما أنها تقوم برعاية الأيتام من أحفادها.

على سرير حديدي يحيطها 25 طفلاً يتيمًا برفقة أمهاتهم الأرامل، مشهد كان كفيلاً أن لا تتوقف دموع السيدة أم محمد، فالوجع وتفاصيل ما عاشته في الحرب تترجمه تجاعيد وجهها من دون لسانٍ أو لغة، ولكن لوعة الاشتياق لأبنائها الذين حاولت الحفاظ عليهم من قصف الاحتلال جعلها تثبت كصبار الصحاري، إلا أن الصواريخ المباغتة عليهم وهم في مراكز الإيواء خلّفت الشهداء والأرامل والأطفال.

تقول أم محمد للميادين نت: “نعيش في مخزن مدرسة بعد أن دمّر الاحتلال الإسرائيلي منازلنا ولم نجد مكانًا نذهب إليه، نحاول التأقلم مع الواقع الصعب أنا وعائلتي التي لطالما حافظتُ عليها بروحي، رفضت الخروج من مخيم جباليا، بالرغم من محاولة الجيش قتلنا بشكل مباشر”. وتضيف: “شهر رمضان هو شهر الخير والبركة، ولكن هذه السنة ننتظر أذان المغرب حتى نرفع أيدينا إلى السماء لنبكي قهرًا ووجعًا واشتياقًا”.

وتعهدت أن تواصل درب أبنائها الشهداء في طريق الصبر والجهاد والمقاومة، قائلة: “لا يوجد حياة هنا، كل شيء محيط بنا صعب وقهرنا لا يوصف، ولا يوجد أحد يسأل عنا، نحن بحاجة كل شيء، مثل الغذاء والدواء والخيام بعد أن دمرت منازلنا. نحن بحاجة ماسة لمقومات الحياة الأساسية”.

“تحمينا الملائكة ويثبتنا الله”، تقول منال أم الأطفال الخمسة والتي فقدت زوجها وهي نازحة في المنطقة الوسطى، وتوضح في حديثها للميادين نت سبب السكينة التي تتحدث بها قائلة: “نحن لا نريد الدنيا ولسنا متمسكين بها، ولم يتبق شيئًا لنخسره أكثر مما خسرنا، كنت أتمنى أن ألتقي بزوجي وأن يحضن أطفاله في هذا الشهر الفضيل، ولكن إرادة الله كانت أبقى، ونحمد الله أن اجتباه شهيدًا بعد فر وإقدام وشجاعة، مقبلٍ غير مدبر”.

المصدر الميادين

Exit mobile version