فجر اليوم //
سبع محاولات إسرائيليّة لاغتيال لتصفية القائد العسكريّ لكتائب عزّ الدين القسّام، الجناح العسكريّ لحركة حماس، محمد الضيف، (59 عامًا) فشلت فشلاً مدويًا، الرجل، بحسب صحيفة (ذي ماركر) العبريّة، لا يتوقّف عن مفاجأة استخبارات الكيان على جميع أذرعها، لافتةً إلى أنّه حتى قبل شهرٍ واحدٍ كان الاعتقاد السائد لدى الأجهزة الأمنيّة في تل أبيب يؤكِّد أنّ الضيف تحوّل بفعل محاولات الاغتيال إلى مُعوّقٍ على الأقّل، لا يستطيع التحرّك إلّا بمساعدة من أشخاصٍ قريبين منه، وذلك بواسطة كرسيٍّ للمُقعدين، على حدّ تعبير الصحيفة.
وتابعت أنّه اليوم، بعد قيام الناطق العسكريّ الإسرائيليّ بنشر صورةٍ جديدة للضيف، وفيها يُشاهد وهو جالس برفقة صديقٍ في غزّة ويحمل حفنة من الدولارات بيده وباليد الأخرى كأس عصير توت، يتبيّن أنّ الرجل يتمتّع بصحّةٍ جيّدةٍ وأنّ يتجوّل لوحده في المدينة التحتيّة التي أقامتها حركة حماس تحت غزّة في القطاع.
وتابعت الصحيفة العبريّة قائلةً إنّ الصورة، التي قام الإعلام الإسرائيليّ بنشرها تؤكِّد مرّةً أخرى مدى الفرق بين ما كان يُسوّقه جيش الاحتلال وبين الواقع، فالضيف، المطلوب الثاني بعد قائد حماس يحيى السنوار، ليس مقطوع الأيدي والأرجل، ويجلس بهدوءٍ مع صديقه، محمد حديدي وهو أيضًا من قادة حماس، بحسب قولها.
وشدّدّت الصحيفة العبريّة في تقريرها على أنّ نشر الصورة أثار ضجةً في وسائل التواصل الاجتماعيّ في إسرائيل، حيثُ زعم أحدهم أنّه لولا سماح بنيامين نتنياهو لقطر بإدخال المساعدات لحركة (حماس) لما كان تمّ التقاط هذه الصورة، بينما ذهب آخرون لأبعد من ذلك، حيث أكّدوا، كما قالت الصحيفة، أنّ الضيف يستعمل يديه أكثر من السواد الأعظم من أعضاء الائتلاف الحكوميّ الذي يرأسه نتنياهو، أمّا القسم الثالث من المُعقبين فقد نشروا على صفحاتهم أنّ الهدف من نشر الصورة في هذا الوقت بالذات هو محاولة يائسة وبائسة لصرف الأنظار عن تنازل الحكومة الإسرائيليّة عن الرهائن، الذين تحتجزهم حركة (حماس) منذ السابع من أكتوبر الفائت، كما قالت.
وكتب أحد الإسرائيليين على صفحته في موقع إكس (تويتر سابقًا)، أنّه يظهر في الصورة التي نشرها الناطق العسكريّ حذاءً، ويبدو أنّ هذا الحذاء هو حذاء السنوار، وذلك في تهكمٍ على القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، التي قامت مراسلتها بزيارة مدينة خانيونس وإعداد تقريرٍ وبثّه والزعم بأنّها عثرت على فردة حذاءٍ يبدو أنّها كانت لزعيم حماس في غزّة السنوار، على حدّ تعبيرها.
وفي مدونّةٍ تُعبِّر عن حالة الإحباط الشديد التي يُعاني منها الإسرائيليون، كتب أحدهم بسخريّةٍ أنّ الناطق العسكريّ لجيش الاحتلال كشف النقاب عن أنّ محمد الضيف هو رياضيُّ كامل الأعضاء والأطراف وأنّه يُمارس الرياضة ببراعةٍ، على حدّ وصفه.
وخلُصت الصحيفة العبريّة إلى القول إنّ المعلومات الجديدة عن الضيف تؤكِّد بما لا يدعو مجالاً للشكّ أنّ الفشل الاستخباراتيّ الإسرائيليّ الذي بدأ في السابع من أكتوبر الفائت، استمرّ مع الكشف عن الحالة الصحيّة للضيف، التي يبدو فيها بشكلٍ صحيٍّ جدًا، وذلك خلافًا لما كانت تزعمه المخابرات الإسرائيليّة، التي حاولت اغتياله خلال الثلاثة عقود الماضية سبع مرّاتٍ، على حدّ تعبيرها.
يُشار إلى أنّه بالنسبة للأوساط الفلسطينية والرأي العّام العربيّ فقد سطرّ الضيف والمقاومة الفلسطينيّة ما أطلق عليها ملحمة 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والتي جاءت بعد خمسة عقود من نصر أكتوبر (تشرين الأول) 1973، ليُكرِّس شهر الهزائم الإسرائيلية كما كان يونيو (حزيران) شهر الهزائم العربية.
ورغم ظهوره النادر فإنّ الضيف (أبو خالد) اكتسب طوال النزالات السابقة مع إسرائيل هالةً من الاحترام كقائدٍ عسكريٍّ داخل حركة حماس وفصائل المقاومة وبين جموع الفلسطينيين، وكان هتاف “حط السيف قبال السيف، إحنا رجال محمد ضيف” أحد أكثر شعارات ترديدًا في مظاهرات الفلسطينيين بالضفة والأقصى وفي الداخل الفلسطيني عام 2021، ومن شأن عملية (طوفان الأقصى) بنجاحاتها العسكرية أنْ تُحوّله إلى شخصيّةٍ أيقونيّةٍ