حينما يغيب الاعلام والداعمين له تنتشر قضايا مخلة وفساد وجوع

هفتوم بالكاد يتمكن من الوقوف ويصارع من أجل حياته

العالم مليئ والقلوب تتحجر تلين للبعيد وتقسوا في القريب نحو قصة انسانية في تغراي
هفتوم بالكاد يتمكن من الوقوف ويصارع من أجل حياته

يبلغ عمر هفتوم الصغير خمس سنوات تقريبا، واسمه يعني “ثري” في لغة إقليم تيغراي، لكنه يعاني من نقص تغذية حاد، ووزنه يعادل نصف ما يجب أن يكون عليه وزن طفل في عمره.

وبينما يرفع الطبيب سترة وبنطال البدلة الرياضية التي يرتديها الطفل ليظهر ذراعي هفتوم وساقيه النحيلة، تراقب والدته، التي لم تشأ الكشف عن اسمها، المشهد بوجه خال من التعبير.

ويمثل هذا المشهد الواقع اليومي في إقليم تيغراي في شمالي إثيوبيا حيث المجاعة وسوء التغذية سمة الأوضاع بعد عامين من الحرب بين قوات الإقليم والحكومة الإثيوبية. لقد أنهى اتفاق السلام الاقتتال في الإقليم، لكن تداعيات الصراع لا تزال موجودة.

وحسب تقديرات الأمم المتحدة في أغسطس/ آب، فإن ما يقرب من طفل واحد من بين كل ثلاثة أطفال دون سن الخامسة في تيغراي يعاني من سوء التغذية.
لقد عانى الإقليم من حصار حقيقي خلال الفترة التي كان فيها الاقتتال دائرا بين قوات الحكومة الفيدرالية الإثيوبية ومقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، إذ قامت السلطات الإثيوبية إما بتقييد وصول المساعدات إلى المنطقة الشمالية أو تقييدها بشدة.

أعود خالية الوفاض”

ماجدة، طفلة أخرى تعاني من نقص التغذية بشكل فادح، ورغم أن عمرها من عمر الصراع الذي اندلع في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020، لكنها ترقد كرضيعة بين ذراعي والدتها هيووت. إنها فاترة وخاملة وبطنها منتفخ بشدة.

هذه هي المرة الثانية التي تنقل فيها ماجدة إلى المستشفى بسبب تداعيات سوء التغذية

تقول هيووت “أصبح الحصول على الطعام أمرا صعبا للغاية”، وتضيف “من الصعب جدا أن يتاح لنا تناول الطعام، حتى مرة واحدة في اليوم”.

ومنذ أن دخلت ماجدة المستشفى وحالتها تزداد سوءا. تقول الأم هيووت “ابنتي في هذا الوضع لأنهم أخبرونا أنه لا يوجد دواء. لم نتمكن من الحصول على أي شيء”.

وتضيف الأم “حتى عندما كنا هنا العام الماضي بسبب المشكلة نفسها، لم أستطع الحصول على أي شيء وعدت إلى المنزل خالية الوفاض.”

كانت عائلتا هفتوم وماجدة تحاولان الحصول على علاج للطفلين في مستشفى آيدر في ميكيلي، عاصمة إقليم تيغراي. وهناك التقت بهما بي بي سي الشهر الماضي.

كان زعماء تيغراي قد وافقوا على وقف إطلاق النار بعد أغسطس/ آب، عقب استيلاء قوات الحكومة الفيدرالية على مزيد من الأراضي.

وقد قالت السلطات في أديس أبابا إنها بموجب شروط اتفاق السلام الذي وقع في 2 نوفمبر/تشرين الثاني سترسل مساعدات وتسمح لمنظمات الإغاثة بإيصال المزيد منها إلى إقليم تيغراي.

لماذا يعتبر اتفاق السلام في إثيوبيا انتصارا لرئيس وزرائها؟

Exit mobile version