شهدت محافظة حضرموت، شرقي اليمن، حادثة جديدة تعكس اتساع دائرة الصراعات الداخلية بين الفصائل الموالية للتحالف السعودي–الإماراتي، بعد استهداف القيادي البارز وقائد ما يسمى بـ”مقاومة الجوف” صالح الروساء بعبوة ناسفة قرب منزله في مدينة تريم بوادي حضرموت، وفق ما أفادت مصادر محلية.
ووفق المعلومات المتداولة، انفجرت العبوة في سيارة الروساء مخلّفة أضراراً مادية دون تسجيل إصابات، إلا أن دقة التوقيت ومكان العملية تشيران إلى أنّ المستهدف كان واضحاً، وأن العملية تحمل بصمات صراع داخلي يتصاعد تدريجياً بين أطراف تتنافس على النفوذ والمكاسب داخل المناطق الخاضعة للتحالف.
هذا الاستهداف يأتي في سياق متوتر تعيشه فصائل التحالف منذ أشهر، حيث تتكرّر عمليات الاغتيال ومحاولات التفجير في المحافظات الشرقية والجنوبية، وسط تبادل الاتهامات وتنافس محموم على المواقع القيادية والامتيازات المالية. وتظهر الحادثة الأخيرة أن حالة التآكل البنيوي داخل التشكيلات المرتبطة بالرياض وأبوظبي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة.
وبحسب مراقبين فإن الضربات “المجهولة” التي تستهدف قيادات محسوبة على أطراف مختلفة داخل المعسكر ذاته تشير إلى مرحلة جديدة من التصفيات، خصوصاً في حضرموت التي تشهد سباقاً محموماً بين أطراف مدعومة من الإمارات وأخرى مرتبطة بالسعودية.
وتعد منطقة وادي حضرموت واحدة من أكثر المناطق التي تتقاطع فيها أجندات القوى التابعة للتحالف، مع محاولات كل طرف ترجيح نفوذه عبر أدوات أمنية ومسلحة متباينة الولاءات. وفي هذا المشهد المضطرب، تبدو مثل هذه الحوادث انعكاساً طبيعياً لفوضى السلاح وتعدد مراكز القرار داخل المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف، في ظل غياب مشروع واضح يجمع تلك التشكيلات المتناحرة.
ويؤكد مطّلعون أن الانفجار الذي استهدف الروساء ليس حادثاً معزولاً عن غيره، بل يندرج ضمن سلسلة من الرسائل المتبادلة بين فصائل تتصارع على النفوذ، خصوصاً مع تزايد التوترات حول ترتيبات السيطرة على وادي حضرموت.