فجر اليوم //
المحامية ايمان عليلي
هم دولة ذات سيادة وموقعة على اتفاقية حضر الابادة الجماعية ونحن أيضا، هم دولة لديها قانونييها ونحن كذلك، نحن الاقرب إلى غزة هويةً ولغةً.. لكن لم تنل دولة واحدة عربية شرف تهديد دولة اسرائيل المزعومة امام محكمة العدل الدولية وتُربكها بِجعلها تعاني من سابقة قضائية خطيرة، ولم تستطع دولة من هذه الدول ان تقف صفا الى جنوب افريقيا في الاجراءات! هل الدول العربية ثملة لدرجة غياب منطقها الانتمائي الاقليمي والدولي! ام عجزت عن اتخاذ موقف مؤيد على الأقل مثل موقف بوليفيا..
يذكر أنه في نوفمبر 2023 اجتمع في ندوة الجزائر الدولية عدد معتبر من المحاميين والقضاة لدراسة امكانية متابعة دولة اسرائيل المزعومة امام محكمة الجنايات الدولية، لكن لم تتطرق الندوة الى امكانية الادعاء دوليا امام محكمة العدل كما فعلت جنوب افريقيا، وما اكده آنذاك المحامي الفرنسي ديفيل لوسائل الإعلام ان محكمة الجنايات الدولية هي احسن اختصاص قضائي في العالم ،فهل كان قد تناسى واغفل وسها عن طريق محكمة العدل الدولية وامكانية اللجوء إليها على الأقل من اجل اجراءات تحفظية في غزة، لكن على ما يبدو فإن اوراق الملف لم تترتب برغم الخطوة ذات الأهمية التي سبقت إليها الجزائر، وامكانية مقاضاة الأشخاص في الجنائية الدولية ليس جديدا يطرح بل هو ملف مفتوح من قبل السلطة الفلسطينية منذ 2014 ورفضت فيه اسرائيل التعاون مع المحكمة، لكن هذه المرة المتهمة هي دولة الكيان الصهيوني وليس اشخاصها وليس بعيدا ان تتم ادانتها قضائيا نظرا للأدلة المقدمة من طرف دولة جنوب افريقيا في اكثر من 80 ورقة، كلها تدين اعمال الابادة ضد شعب غزة، وهو موقف تاريخي لجنوب افريقيا يُحسب له مليون حساب!
محامية جزائرية