
هزّ انفجار عنيف، الخميس، مدينة تعز جنوبي اليمن، في حادثة جديدة تعكس هشاشة الوضع الأمني في المدينة الخاضعة لسيطرة فصائل عسكرية موالية لحزب الإصلاح، وتسلّط الضوء مجدداً على تصاعد الفوضى الأمنية والصراعات البينية داخل معسكر القوى المرتبطة بالتحالف.
وبحسب مصادر محلية، انفجرت عبوة ناسفة بالقرب من مقر حزب الإصلاح في شارع جمال، أحد أكثر الشوارع حيوية في وسط المدينة، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين، بعضهم في حالة حرجة، وسط حالة من الذعر في أوساط السكان.
وأفادت المصادر بأن الانفجار وقع في منطقة مكتظة، ما ضاعف من خطورته، في ظل غياب إجراءات أمنية فعالة وانتشار السلاح بصورة عشوائية، الأمر الذي يفاقم من المخاوف لدى المدنيين من تحول المدينة إلى ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات.
وحتى لحظة كتابة الخبر، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، كما لم تصدر السلطات المحلية أو الأجهزة الأمنية التابعة للفصائل المسيطرة توضيحات رسمية بشأن ملابسات الحادث أو الجهة التي تقف خلفه، ما يفتح الباب أمام تساؤلات واسعة حول خلفياته ودلالاته.
ويرى مراقبون أن التفجير قد يكون مرتبطاً بالصراعات المتصاعدة بين الفصائل المسلحة الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، والتي تشهد مدينة تعز أحد أبرز تجلياتها، في ظل تعدد مراكز القوة وتضارب الولاءات، وغياب سلطة أمنية موحدة قادرة على فرض الاستقرار.
ويأتي هذا الحادث في سياق سلسلة من الاغتيالات والانفجارات التي شهدتها تعز خلال السنوات الأخيرة، ما يعزز الانطباع بأن المدينة، باتت تعيش حرباً أمنية صامتة، يدفع ثمنها المدنيون، وسط عجز واضح عن معالجة جذور الانفلات الأمني ووضع حد للفوضى الأمني