سجلت المواجهات بين حزب الله و الاحتلال الإسرائيلي سجلاً طويلًا من الانتصارات العسكرية للمقاومة الإسلامية في لبنان، منذ نشأتها أواخر عام 1982 بعد الاجتياح الصهيوني للبنان في يونيو/حزيران من نفس العام، وصولًا إلى يومنا هذا.
تمكن حزب الله وحركة الجهاد الإسلامي من تحرير العاصمة بيروت من القوات الصهيونية والغربية بعد تنفيذ هجوم استشهادي بشاحنين ضد القوات الأجنبية التي دخلت بيروت بعد انسحاب قوات منظمة التحرير الفلسطينية، مما أسفر عن مقتل 241 عسكريا أمريكيًا و 58 عسكريًا فرنسيًا و 307 من جنسيات غربية، مما أجبر القوات الأجنبية على الانسحاب من بيروت في 1984.
تمكن حزب الله من اسقاط طائرة حربية صهيونية وأسر قائدها “رون آراد” أثناء شن الطيران الصهيوني عدوانا على جنوب لبنان.
نجح حزب الله في التصدي لعملية عسكرية صهيونية بمشاركة مليشيات “جيش جنوب لبنان” الموالية للاحتلال حملت اسم “تصفية الحساب” للقضاء على حزب الله في البقاع والتي عرفت باسم حرب الأيام السبعة.
نتيجة لحرب العصابات التي نفذها حزب الله ضد قوات الاحتلال أطلق رئيس حكومة كيان الاحتلال “إيهود باراك” في مايو 1999 وعداً بسحب قوات الاحتلال من لبنان بعد خسارته 256 جنديا بين عامي 1985 و2000، لكن حزب الله رفض أي مفاوضات مع كيان الاحتلال، وبعد أن تمكن من القضاء على قدرات “جيش لبنان الجنوبي” واصل حزب الله كمائنه القاتلة ضد قوات الاحتلال لتسارع “إسرائيل” بسحب قواتها بالكامل من لبنان في 24 مايو 2000م.
في 25 يونيو 2006 نفذت قوات الاحتلال عملية عسكرية حملت اسم “الوهم المتبدد” ضد كتائب القسام وألوية صلاح الدين في غزة بعد أيام من اختطاف المقاومة الفلسطينية للجندي الإسرايلي “جلعاد شاليط”.
وضمن عمليات إسناد المقاومة الفلسطينية في غزة أطلق حزب الله في 12 يوليو 2006م عملية “الوعد الصادق” حينما أقدمت قوة كوماندوز من حزب الله على أسر جنديان “إسرائيليان” خلال تنفيذ قوات الاحتلال لدورية حدودية، وتم نقلهما إلى لبنان، كما تعرضت قوة خاصة صهيونية أرسلتها قوات الاحتلال لإنقاذ الجنديان الأسيران بدورها لكمين محكم تسبب في مقتل معظم أفرادها، فعدّت حكومة “إيهود أولمرت” ذلك إهانة غير مقبولة لـ”إسرائيل” وأعلنت عن هجوم عسكري كبير سيعيد لبنان 20 عاما إلى الوراء، (حسب زعمها).
لكن حزب الله تمكن من إفشال خطط حكومة كيان الاحتلال وعجزت حملة الغارات الجوية الإسرائيلية التي كانت غير مسبوقة حينها، في وقف إطلاق الصواريخ باتجاه مواقع قوات الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة وتوعد أمين عام حزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله باستهداف حيفا وما بعد حيفا ومابعد بعد حيفا، كما أوقع حزب الله جنود الاحتلال الإسرائيلي في الكمائن التي نصبها مقاتلو الحزب في بلدات حدودية، وتمكن الحزب من تدمير الدبابات الثقيلة جدا بصواريخ “الكورنيت” مما تسبب في أنهار تلك الدبابات، فكانت حرب 2006 نصرا إستراتيجيا تاريخيا لحزب الله، تمكن الحزب في استعادة جميع الأسرى اللبنانيين من سجون العدو وعلى رأسهم سمير القنطار عميد الأسرى اللبنانيين مقابل جثث الجنديان “الإسرائيليان”.
نفذ حزب الله عملية أمنية في مزارع شبعا ، رداً على اغتيال كيان الاحتلال للقيادي عماد مغنية في غارة في العاصمة السورية دمشق واستهداف الحزب عدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الاحتلال.
وأعلنت وسائل إعلام عبرية مقتل جنديين في هذا الهجوم، في حين أعلن الحزب إنّ الهجوم أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الجنود وتدمير عدد من الآليات.
لا تزال أحداثها جارية منذ أن تدخل حزب اللبناني في إسناد قطاع غزة في 8 أكتوبر وحتى كتابة هذا التقرير حيث نجح حزب الله من تهجير أكثر من اثنين مليون مستوطن من شمال فلسطين المحتلة.