بين تصعيد إسرائيل وتمسك حماس بوقف الحرب.. أي مسار تتخذه مفاوضات غزة؟
بين تصعيد إسرائيل وتمسك حماس بوقف الحرب.. أي مسار تتخذه مفاوضات غزة؟
أخبار وقصص تحليلية #فجر_اليوم //
جدّد رئيس حماس في غزة، خليل الحية، موقف الحركة الرافض لأي اتفاقات جزئية لوقف إطلاق النار.
وأكد الحية أن حماس مستعدة للدخول في مفاوضات بِرُزمة شاملة تشمل وقف الحرب، وانسحاب الاحتلال من غزة وإعادة الإعمار، مقابل صفقة تبادل الأسرى دفعة واحدة.
ورفض الحية وضع سلاح المقاومة على طاولة المفاوضات من دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وفي الشارع الإسرائيلي، الغالبية تؤيد. فقد أظهر استطلاع جديد نشرته صحيفة معاريف أظهر أن 62% من الإسرائيليين يؤيدون صفقة تشمل إطلاق المحتجزين دفعة واحدة، مقابل وقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة. وفي المقابل، عارض الصفقة 21%، فيما قال 17% إنهم لا يملكون رأيًا إزاء ذلك.
ولا تبدو الحكومة الإسرائيلية متناسقة مع شارعها، إذ يواصل الجيش في الميدان توسيعَ عملياته الميدانية، معلنًا البقاء في المناطق التي يصفها بـالعازلة، جنوبًا في رفح، وشمالًا شرقي مدينة غزة.
وأمام تعنِّت الاحتلال، لم تتوقف جهود الوسطاء رغم عدم توفر مؤشرات حقيقية على تقدم في الملفات الأساسية لا سيما مع محاولة طرح مسألة سلاح المقاومة على الطاولة وهو ما يرفضه الجانب الفلسطيني، بينما يستمر نتنياهو في التهرب من أي تعهدات من شأنها أن توقف الحرب على القطاع.
“حماس تريد صفقة واضحة المعالم” وفي هذا الإطار، يعتبر الكاتب والباحث السياسي إياد القرا أن موقف إسرائيل واضح ويبدو أن حماس وصلت إلى قناعة بناء على ما حدث في الاتفاق الأخير الذي تنصّل منه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أن تل أبيب ستواصل المماطلة وتحقق ما تسميه إنجازات للحصول على أكبر عدد من الأسرى في غزة.
وفي حديث إلى التلفزيون العربي من خانيونس، يرى القرا أن الوضع في غزة أسوأ من السابق حيث يستشهد عشرات الفلسطينيين يومًا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
وبحسب القرا، تريد حماس الذهاب إلى صفقة واضحة المعالم وليس اتفاقًا جزئيًا يحقق نتنياهو من خلاله ما يريد.
إسرائيل تسعى لتحقيق 4 غايات من جهته، يشير الباحث في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت إلى أن إسرائيل “تفرض حالة من الضبابية والغموض على ما تقوم به في قطاع غزة”.
شلحت يوضح في حديث إلى التلفزيون العربي من عكا أن إسرائيل تسعى لتحقيق أربع غايات وهي القضاء على لواء رفح في حركة حماس، وتقليص ترسانة الأسلحة والذخيرة التي تمتلكها الحركة وتقويض ما تصفه إسرائيل بالقدرات السلطوية لحماس، إضافة إلى قضم المزيد من الأراضي
ويشرح الباحث في الشأن الإسرائيلي أن إسرائيل تعتقد أن تضافر هذه العوامل الأربعة يمكن أن يشكّل ضغطًا على حماس من أجل إطلاق الأسرى الإسرائيليين.
ويلحظ شلحت “تململًا من قبل الرأي العام الإسرائيلي وبعض الجهات في الجيش التي ترى أن استمرار الحرب وعدم تحقيق أهدافها في ظل محاولة المؤسسة العسكرية أن تفرض ضبابية على العمليات العسكرية يزيد من الأزمة الداخلية في الشارع الإسرائيلي” كما تظهر استطلاعات الرأي الإسرائيلي.
“المشكلة في مقترحات لا تشمل وقفًا دائمًا للنار” وفي ما يخص احتمال إبرام صفقة شاملة لوقف الحرب على القطاع، يقول مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير فوزي العشماوي إن “مصر لا تفقد الأمل في التوصل إلى صفقة تحاول من خلالها إنقاذ ما يمكن إنقاذه من القطاع الذي يعاني كارثة إنسانية غير مسبوقة، وإعادة مسار التفاوض”.
وفي حديث إلى التلفزيون العربي من القاهرة، يؤكد العشماوي أن مصر لا يمكنها أن تفرض رأيها على أي طرف وأن لكل منهم قراره السياسي. ويقول: “لن تقبل مصر بنزع سلاح حماس ولن تؤيد ذلك ولا ترفض ذلك لأن هذا قرار الحركة”.
ويعتبر أن المشكلة ليست سلاح الحركة بل في أن المقترحات الإسرائيلية لا تشمل وقفًا شاملًا ودائمًا لإطلاق النار وانسحابًا إسرائيليًا من القطاع.
وبرأي العشماوي، “سيكون نزع سلاح حماس مسألة ثانوية مقارنة بمطلب الوقف الدائم لإطلاق النار وانسحاب إسرائيل من القطاع واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية”.
ويعتبر أن عنصر الضغط على إسرائيل ليس الشارع الإسرائيلي ولا الخلاف مع المؤسسة العسكرية بل مدى تحمل الإدارة الأميركية للجمود الحاصل في ملف غزة ورغبتها الانتقال إلى ملف آخر كالملف الإيراني.