فجر اليوم //
انتقد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الثلاثاء، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي يزور إسرائيل، معتبرا أنه ليس من المناسب حاليا التحدث “بهدوء” مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال بن غفير، زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، في تغريدة عبر منصة “إكس” باللغة الإنجليزية: “السيد الوزير بلينكن، هذا ليس الوقت المناسب للتحدث بهدوء مع حماس، لقد حان الوقت لاستخدام العصا الغليظة”.
وردا على “اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته”، شنت “حماس” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي هجوما ضد قواعد عسكرية ومستوطنات بمحيط غزة، فقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم خلال هدنة مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها نحو 8600 فلسطيني.
ولم يسبق لبلينكن أن التقى بن غفير، وانتقدت وزارة الخارجية الأمريكية خلال الأشهر الماضية العديد من انتهاكاته وتصريحاته، وبينها اقتحام المسجد الأقصى، ودعواته تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وتكثيف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالإضافة إلى تسلحيه المستوطنين.
ويبدو أن انتقاد بن غفير لبلينكن مرتبط بضغوط تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتجنب قتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين في غزة، وزيادة إدخال المساعدات الإنسانية الى القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الاثنين 23 ألفا و84 شهيدا، و58 ألفا و926 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
وخلال لقائه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في تل أبيب الثلاثاء، شدد بلينكن على “ضرورة اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين” في غزة، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في بيان.
وتابع ميلر: كما “شدد الوزير بلينكن على ضرورة تسهيل تقديم المساعدات الإنسانية المتزايدة والمستدامة للمدنيين في غزة، وناقش الجهود المبذولة لتحقيق تكامل إقليمي أوسع يضمن أمن إسرائيل، ويعزز إنشاء دولة فلسطينية مستقلة”.
وفي غزة يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني يعانون حتى من قبل الحرب الراهنة من أوضاع كارثية، جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع منذ أن فازت “حماس” بالانتخابات التشريعية في عام 2006.
ووصل بلينكن إلى إسرائيل الإثنين في زيارة تستمر حتى غد الأربعاء، ضمن جولة شرق أوسطية قادته أيضا إلى كل من السعودية والإمارات وتركيا والأردن وقطر.
والتقى بلينكن مع هرتسوغ ونتنياهو ووزير الخارجية يسرائيل كاتس والمجلس الوزاري الحربي، وسيلتقي لاحقا وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير في المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس، على أن يلتقي الأربعاء زعيم المعارضة يائير لابيد.
ومنذ اندلاع الحرب، تقدم إدارة بايدن لتل أبيب أقوى دعم عسكري ومخابراتي ودبلوماسي ممكن؛ مما عرّض الإدارة لانتقادات حادة خارج وداخل الولايات المتحدة، في وقت يأمل فيه بايدن الحصول على فترة رئاسية ثانية في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.