السيد الحوثي يعلق على مخرجات القمة العربية



متــــــــابعــــــــات #فجر_اليوم //

أكد قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، في كلمته الأسبوعية اليوم الخميس، أن سلاح المقاومة يمثل “صمام أمان وحصنًا لحماية الشعوب ودفع الإبادة الجماعية عنها”، محمّلاً الأنظمة العربية والإسلامية مسؤولية التقاعس عن اتخاذ مواقف عملية تحدّ من تهديدات الاحتلال.

وقال الحوثي إن مشاهد الاستباحة الإسرائيلية تتجسّد بوضوح في سوريا، لافتًا إلى احتلال “إسرائيل” لجنوب البلاد وتوغلاتها اليومية وعمليات المداهمة، بعضها في ساعات متأخرة من الليل، وإقامة الحواجز التي تقوّض سيادة السوريين وتمنح الاحتلال قدرة على تثبيت سيطرته على الأرض. وأضاف أن أهل الجنوب السوري يعيشون مستباحين دون حماية حقيقية من أي طرف.

ونوّه الحوثي إلى أن ما حدث عقب القمة العربية الإسلامية من تهديدات، وبخاصة ما رُوِّج بشأن استباحة قطر، يعبّر عن سعي “إسرائيل” لتوسيع دائرة الاستباحة لتشمل كلّ المنطقة العربية والعالم الإسلامي، مشدّداً على أن تصريحات قادة الاحتلال، وعلى رأسهم نتنياهو ومثلهم من قيادات عسكرية وسياسية، تؤكّد هذا التوجه الخطير.

واعتبر القائد أن تزامن زيارة وزير الخارجية الأميركي مع قيادات إسرائيلية والطقوس التي جرت في ساحات مقدسة هو مؤشر عملي على وحدة التوجّه بين واشنطن وتل أبيب، وأن النفوذ العسكري والاستخباري الأميركي في المنطقة يسهل للاحتلال تنفيذ اعتداءاته بدلاً من أن يوفّر الحماية للدول العربية. وأضاف أن الدعم الأميركي المفتوح للاحتلال يجعل الولايات المتحدة في موقع شريك عملي في المخطط الصهيوني.

وانتقد الحوثي مخرجات قمة الدوحة، مؤكِّداً أن الحضور الكبير لم يجد مخرجات عملية توازي إمكانات القمة، وأن البيانات الرسمية اقتصرت على توصيفات عامة بلا إجراءات فعلية مثل إغلاق الأجواء أو قطع العلاقات أو فرض عقوبات أو فتح قنوات دعم مادية وسياسية للفصائل المقاومة. واعتبر أن هذا العجز شجّع العدو على الإصرار في استباحة دولٍ مثل قطر وغيرها.

وأضاف أن بعض المشاركين في القمة لا يملكون صفة قانونية لتمثيل بلدانهم وأن مواقف بعض الأنظمة هي في واقعها مواقف متخاذلة تخدم مصالح الاحتلال، مستنكراً استمرار علاقات دعم وتعاون مع “إسرائيل” يستثمرها العدو على مستويات عسكرية واستخبارية واقتصادية.

ودعا الدول العربية والإسلامية إلى خطوات عملية مؤثرة من بينها: قطع العلاقات مع “إسرائيل”، إغلاق الأجواء أمام طائراتها، وقف تزويدها بالوقود والموارد، ورفع دعم دولي وإعلامي وسياسي للفصائل الفلسطينية المقاومة. وأشار إلى أن رفع تصنيف الفصائل الفلسطينية ضمن قوائم الإرهاب أو إدانة المقاومة سيخدم العدو ويضعف قدرة الشعوب على الدفاع عن نفسها.

كما نوّه الحوثي إلى أن المقاومة الفلسطينية مستمرة في مختلف مناطق القطاع، محذِّراً من أن عدم توافر دعم كافٍ للشعب الفلسطيني يمثل تواطؤًا عمليًا مع مخططات الاحتلال. واعتبر أن تزايد حملات المقاطعة الشعبية الأوروبية لبعض المنتجات الإسرائيلية خطوة إيجابية ينبغي أن تتوسع لتشمل جميع البلدان الإسلامية.

وخاطب السيد الحوثي الأمة قائلاً إن المعرفة بالعدو والحلول العملية ينبغي أن تُستقى من المعايير القرآنية لتكون المواقف أكثر صوابًا وفعالية، داعياً إلى ضبط الموقف الجماعي بالمعيار الديني والأخلاقي وإلى تحرّك شعبي ورسمي يُنقذ المنطقة من مزيدٍ من الاستباحة والتهديدات.

وختم بالتحذير من أن استمرار سياسات التهاون والبيانات الضعيفة سيمنح العدو دافعًا للمضي في تنفيذ مخططاته لتغيير خريطة المنطقة، مؤكِّداً أن سلاح المقاومة ليس مشكلة بل هو الضمان لحماية المدنيين من المذابح، وأن الخطوة العملية للأنظمة تكون بقطع العلاقات ووقف كل أشكال التعاون مع العدو.

Exit mobile version